تكون حينها شاملة للجميع، وهذا معلومٌ في أصول الفقه والاستنباط، فإنّ العموم يدخله التخصيص لأدنى قرينة.
ومثاله قوله تعالى (تُدَمِّرُ كُلَّ شَيۡءِۢ بِأَمۡرِ رَبِّهَا) (الأحقاف٢٥) يفهم من هذه الآية أن الريح قد خرّبت ودمّرت كل شيء دون استثناء، ولكن في نفس الآية يقول الله تعالى (فَأَصۡبَحُواْ لَا يُرَىٰٓ إِلَّا مَسَٰكِنُهُمۡ) (الأحقاف٢٥) أي أن المساكن بقيت ولم تُخرّب ولم يشملها الدمار، وتكون كلمة (كل شيء) في الآية غير شاملة للمساكن، أي أنّ الريح دمرت كل شيء إلا مساكنهم فتكون هنا كلمة كلّ(لفظ عام دخله التخصيص) أي استثني من حكمها بعض الأفراد.
وكذلك قول سيدنا النبي ﷺ (كل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة) عام مخصص بقوله ﷺ (من سن في الإسلام سنة حسنة كان له أجرها وأجر من عمل بها من بعده لا ينقص ذلك من أجورهم شيئا، ومن سن في الإسلام سنة سيئة كــان عليه وزرها ووزر من عمل بها من بعده لا ينقص ذلك من أوزارهم شيئا)[1].