عنوان الكتاب: عقاب الظلم

أيّها المسلمون! إذا كان هذا حال العبد الصالح الّذي خلّل أسنانه بعود بغير إذن صاحبه فكيف بالمسلمين الذين يغصبون أموال الناس ويأمنون العاقبة ؟! فعليهم الاعتبار بهذه الحادثة: حكي عن بعضهم: أنّه رؤي في المنام فقيل له: ما فعل الله بك ؟ قال: غفر لي وأحسن إليّ إلاّ أنّه حاسبني حتّى طالبني بيوم كنت صائماً فلمّا كان وقت الإفطار أخذت حنطة من حانوت صديق لي فكسرتها فذكرت أنّها ليست لي، فألقيتها على حنطته فأخذ من حسناتي مقدار أرش كسرها[1].

أيّها المسلمون! إنّ كسر الحنطة بغير إذن صاحبها هذا أمر خطير وقد يتسبب بإلحاق الضرر يوم القيامة ولكن مع الأسف الشديد لا زال بعض الناس في عصرنا الحاضر يأكلون أموال الناس بلا دعوة مع أنّ الذهاب إلى الضيافة بلا دعوة لا يجوز. وقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: ((من دخل على غير دعوة دخل سارقا وخرج مغيرا))[2].


 



[1] ذكره الملا علي القاري (ت ١٠١٤هـ) في "مرقاة المفاتيح"، كتاب الآداب، ٨/٨١١، تحت الحديث (٥٠٨٣).

[2] أخرجه أبو داود في "سننه"، ٣/٤٧٩، (٣٧٤١).




إنتقل إلى

عدد الصفحات

36