عنوان الكتاب: عقاب الظلم

له: يا جبلة! هشمت أنف الرجل؟ قال: نعم يا أمير المؤمنين! اعتمد حل إزاري ولولا حرمة الكعبة لضربت بالسيف بين عينيه فقال له عمر: أما أنت فقد أقررت فإمّا أن ترضي الرجل وإلاّ أقدته منك قال جبلة: أو خطير هو لي؟ قال: نعم قال: وكيف وأنا ملك وهو سوقة؟ قال عمر: الإسلام قد جمعك وإياه فلست تفضله إلاّ بالعافية. فقال جبلة: أنا أنظر في هذا الأمر ليلتي هذه وانصرف إلى منزله وتفرق الناس فلمّا ادلهم الليل عليهم تحمل جبلة في أصحابه من ليلته إلى الشام فتنصّر هو وقومه[1]. أيّها الإخوة! أرأيتم أنّ الظلم يؤدّي إلى سوء الخاتمة فقد ذكر عن أبي بكر الوراق أنّه قال: أكثر ما ينْزع من القلب الإيمان ظلم العباد. وسئل أبو القاسم الحكيم: هل من ذنب ينْزع الإيمان من العبد ؟ قال: نعم ! ثلاثة أشياء تنـزع الإيمانَ من القلب أوّلها: ترك الشكر على الإسلام والثاني: ترك الخوف على ذهاب الإسلام والثالث: الظلم على أهل الإسلام[2].


 



[1] "مختصر تأريخ دمشق"، ٢/٢٥٢، ملتقطاً، [المكتبة الشاملة].

[2] ذكره الإمام أبو الليث السمرقندي (ت ٣٧٣هـ) في "تنبيه الغافلين"، باب: ما جاء في الظلم، صـ٢٠٤.




إنتقل إلى

عدد الصفحات

36