يمشي إلى صاحب الحق ولا يكلفه أن يمشي إليه ليتقاضاه ولكن مع الأسف انعكس هذا الأمر حتّى احتاج صاحب الحق إلى الطلب والإلحاح والشكاية وذلك لخلف الوعد ونقض العهد بل إذا جاء صاحب الدين إلى المديون عند حلول الأجل فيشدد الكلام عليه ويسوّف له في أداء حقه وهكذا يماطل في تسديد ما وجب في ذمته مع أنّ الشارع جعل مجرد المطل الذي هو تأخير الأداء مع القدرة ظلماً فكيف بالترك رأساً ؟!.
أيّها المسلمون! اعلموا أنّ تضييع حقوق العباد أمر مهلك وخطره عظيم فقد كان أحمد بن حرب رحمه الله تعالى يقول: يخرج من الدنيا أقوام أغنياء من كثرة الحسنات فيأتون يوم القيامة مفاليس من أجل تبعات الناس[1]. وقال الشيخ أبو طالب المكيّ رحمه الله تعالى في "قوت القلوب": أكثر ما يدخلهم النار ذنوب غيرهم إذا طرحت عليهم وكثير يدخلون الجنة بحسنات غيرهم إذا طرحت عليهم[2].