قد شرّفنا بحمد الله تعالى شهر ربيع الأنور المبارك الّذي ولد فيه الحبيب المصطفى ﷺ وهو شهر يهتمّ المسلمون ويبتهجون فيه بذكر أحداث السيرة النبويّة العطرة، وذكرى مولده وصور من جماله يعبّرون فيها عن الشوق وزيادة الْمحبّة له صلوات ربّي وسلامه عليه، فهو صاحب مكانة خاصة في قلوب العاشقين له ﷺ.
أيّها الأحبة! موضوع درسنا اليوم حول جمال الحبيب المصطفى ﷺ، أودّ أنْ أذكر لكم قصّةً حول جمال سيدنا الحبيب المصطفى ﷺ فهيا بنا نستمع إليها:
جمال وجه رسول الله ﷺ
حين خرج رسول الله ﷺ من مكّة مهاجرًا إلى المدينة هو وأصحابه، مرُّوا على خيمتي أُمِّ معبدِ الخُزاعيةِ وكانتْ امرأةً بَرْزَةً جَلدَةً، تَحْتَبِي بِفناءِ القُبَّةِ، وتُسْقِي وتُطْعِمُ، فسأَلُوهَا لَحْمًا وتمْرًا لِيَشْتَرُوهُ منها، فلم يُصِيبُوا عِنْدَهَا شَيْئًا من ذلكَ وكان القومُ مُرْمَلِينَ مُسْنَتِينَ.
فنظر رسولُ اللهِ ﷺ إلى شاةٍ في كَسْرِ الْخَيْمَةِ، فقال: «ما هذه الشاةُ يا أُمَّ مَعْبَدٍ»؟
قالتْ خَلَّفَهَا الجُهْدُ عنِ الغنمِ.
قال: «فهل بها من لبنٍ»؟
قالتْ: هي أَجْهَدُ مِنْ ذلكَ.