صلّى الله عليه وسلّم: ﴿ٱقۡرَأۡ بِٱسۡمِ رَبِّكَ ٱلَّذِي خَلَقَ (١) خَلَقَ ٱلۡإِنسَٰنَ مِنۡ عَلَقٍ (٢) ٱقۡرَأۡ وَرَبُّكَ ٱلۡأَكۡرَمُ (٣) ٱلَّذِي عَلَّمَ بِٱلۡقَلَمِ (٤) عَلَّمَ ٱلۡإِنسَٰنَ مَا لَمۡ يَعۡلَمۡ﴾ [العلق: ٩٦/١-٥].
ثم أنزل الله تعالى على رسوله بعد أن فتر الوَحْي مُدّة: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلۡمُدَّثِّرُ (١) قُمۡ فَأَنذِرۡ (٢) وَرَبَّكَ فَكَبِّرۡ (٣) وَثِيَابَكَ فَطَهِّرۡ (٤) وَٱلرُّجۡزَ فَٱهۡجُرۡ﴾ [المُدَّثِّر: ٧٤/١-٥]. فقام النبي الكريم صلّى الله تعالى عليه وسلّم مُمتثلاً لأمر ربّه، مُتوكّلاً عليه، واثقاً به، فبَشّر وأنْذر، وبدأ دَعْوته سِرّاً إلى عبادة الله تعالى، وكان يَلتقي بالأولياء والأصدقاء الْمُقرّبين، وكان أوّلُ من آمن به من النِّساء زوجته خديجة الكبرى رضي الله تعالى عنها، ومن الصِّبْيان عليّ بن أبي طالب، ومن الْمَوَالي زيد بن حارِثة، ومن الرِّجَال أبو بكر الصِّدّيق الذي أسلم على يديه خَمْسة من الْمُبشَّرين بالجنّة وهم: عثمان بن عفان، والزبير بن العوّام، وعبد الرحمن بن عَوْف، وسعد بن أبي وَقَّاص وطلحة بن عبيد الله رضي الله تعالى عنهم[1]. اعلموا
[1] ذكره القسطلاني في "المواهب اللدنية"، ١/١١٥، ونور الدين الحلبي في "السيرة
الحلبية"، ١/٣٩٣-٣٩٥، وابن هشام (ت ٢١٣هـ) في "السيرة النبوية"، صـ١٠٠.