فيها دُروس وعِبَر، فقلنا له: ما هي؟ قال: كنت أشْرَب الدُّخَان بمجالسة السُّوْء تعاطيت المسكرات وبقيتُ ستّ عشر سنةً، أبْذُل فيها كلّ ما أقْدِرُ عليه، فلمّا رأى أَهْلي ما يحلّ بي وما أقاسيه من الذلّة والْمَشقّة عَذَلوني بسبب العادات الشَّنيعة ثم أخْرَجوني من البيت وطَرَدوني، فسألتُ الناس وأكَلْتُ وَرَق الْخَسّ والبَقْل وغير ذلك حتّى إنّي قد أفنيتُ عُمْري وشَبابي في الذنوب والمعاصي ولم أُبال بالْمُحرّمات، فصِرْتُ كالمجنون الْمَخْبول، وفي ليلة السابع والعشرين من شَهْر رمضان المبارك كنتُ مُستَلقياً في الطريق، فجاءني رجلان وهما يَلْبَسان العمامة فسَلَّما عليّ، وسألاني عن اسمي بالتعظيم والتكريم، ثم قالا: ليلة القدر ليلةٌ مباركة عظيمةُ القدر عند الله تعالى، وفيها فضائل عظيمة وبَرَكات كثيرة ونصَحاني نصائح جليلة تأثَّرتُ بها فقررت الصلاة في المسجد فاغتسلتُ ولَبِسْتُ ثوباً نظيفاً، فلما دَخَلتُ المسجد بعد ستّ عشر سنة جَرَت الدُّمُوْعُ من عيني على وجهي وأخَذَتني نَفْحَة من نور الإيمان فتبت توبةً صادقةً من سائر الذنوب، وارْتَبطت بالبيئة الْمُتدَيّنة من جمعية