عنوان الكتاب: المحاضرات الإسلامية (الجزء الثاني)

أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله صلّى الله تعالى عليه وسلّم: «من تعلَّم صَرْفَ الكلامِ؛ لِيَسْبِيَ به قُلُوبَ الرِّجَال أو الناس لم يَقْبَل الله منه يوم القيامة صَرْفًا ولا عَدْلاً»([1]). قال الشيخ عبد الحقّ المحدّث الدهلوي رحمه الله تعالى: والمراد من صرف الكلام: التصنّع في الكلام والتكلّف لتحسينه والزيادة فيه من وراء الحاجة وقد يدخله الإنسان الرياء ويخالط كلامه الكذب، ويزيله عن موضعه بلسانه إرادة التلبيس على الناس([2]).

فينبغي للمسلم أن يحترز من صرف الكلام عن مقاصده، ولا يتكلّف فيه أكثر من قدر الحاجة، ولا يستخدم لسانه في أذى الناس، ولا فيما حرّم الله تعالى من الكذب والغيبة والنميمة وشهادة الزور والإفساد بين الناس، ولا يسمح لنفسه بارتكاب الكبائر بهذا اللسان، ويستخدم لسانه في الذكر ونشر العلم ويحاسب نفسه من خلال كتيب الجوائز المدنية، ويسافر في سبل الله مع قوافل الإخوة الدعاة إلى الله تعالى.

وفي نهاية المطاف أذكر لكم آداب دخول البيت



([1]) أخرجه أبو داود السجستاني (ت ٢٧٥هـ) في "سننه"، ٤/٣٩٢، (٥٠٠٦).

([2]) ذكره الدهلوي في "اشعة اللمعات"، ٤/٦٦، وانظر "الآداب" للبيهقي، ١/٤٢٢.




إنتقل إلى

عدد الصفحات

259