وربّما حرص أن يتكلَّم في جمعٍ من الناس، ومع ذلك يحبّ أن يتكلّم في كلّ مجلس بنوع مشاركة سواء كان الحديث مناسباً أم لا؟ فهو يهرف بما يعرف وما لا يعرف ويتكلّم بلا حساب، ولا يسكت عن ذكر الناس، بل تراه يغتاب الأحياء والأموات، فلا يترك حيّاً ولا ميتاً إلاّ ويقول فيه شرًّا، ويترك الخير، ووقوعُه في محظورات لا حصر لها، أعاذنا الله وإيّاكم من ذلك.
أيها المسلمون: وهناك بعض الأمثلة التي عدّها سيدنا الإمام الغزالي رحمه الله تعالى من الكلام الذي يتطرق إليه إثم أو ضرر ومن هذه الأمثلة: أن تسأل غيرك عن عبادته فتقول له: هل أنت صائم؟ فإن قال: نعم، كان مظهرًا لعبادته فيدخل عليه الرياء، وإن لم يدخل عليه الرياء خرجت عبادته من السرّ إلى الجهر، وعبادة السرّ تفضل عبادة الجهر بدرجات، وإن قال: لا، كان كاذباً، وإن سكت كان مستحقراً لك وتأذيت به، وإن احتال في الجواب افتقر إلى جهد وتعب فيه فقد عرضته بالسؤال: إمّا للرياء أو الكذب أو للاستحقار أو للتعب ومن الأمثلة أيضاً: أن ترى إنساناً في الطريق فتقول: من أين؟ فربّما يمنعه مانع من ذكره، فإن ذكره تأذى به واستحيى، وإن لم يصدق وقع في