عنوان الكتاب: المحاضرات الإسلامية (الجزء الثاني)

أيها المسلمون: إنّ إطلاق العنان للسان يوقع الإنسانَ في العصيان كالكذب، والغيبة والنميمة، والرياء والنفاق والفحش، والبذاء، والخوض في الباطل، وإيذاء الخلق، وهتك العورات، ويقسي القلب ويُقلّ البهاء والمهابة فينبغي للمسلم أن يزن كلمته، ويراقب أقواله، ويحذر من الاسترسال في الكلام، فإنّ للكلام سقطات، فعن سيدنا أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله صلّى الله تعالى عليه وسلّم: «الْبَذَاءُ من الْجَفاء، والْجَفاءُ في النار»([1]). قال المفتي أحمد يارخان النعيمي رحمه الله تعالى: من يتجرَّأ على الشريعة الإسلامية بالفحش والبذاء، وكثرة الكلام فهو الجافي والغَلِيْظ الخِلْقَة والطَّبْع، ويفقد حياءه، ثم ينحط إلى أسفل الدركات بسوء الأدب مع الله ورسوله صلّى الله تعالى عليه وآله وسلّم([2]).

أيها المسلمون: ومن الناس من يعجبه كثرة الكلام، ويجرد لسانه مقراضاً لتمزيق الأعراض، والتشهير بالآخرين، والطعن فيهم، والاستطالة على من هم دونه في العلم والجسم،



([1]) أخرجه الترمذي في "سننه"، كتاب البر والصلة، ٣/٤٠٦، (٢٠١٦).

([2]) ذكره الشيخ أحمد يارخان النعيمي في "مرآة المناجيح"، ٦/٦٤١.

 




إنتقل إلى

عدد الصفحات

259