اللهُ بها لقائلها سخطه إلى يوم القيامة([1]). ولذلك كان سيّدنا عَلْقمة رضي الله تعالى عنه وهو أحد رُوَاة هذا الحديث يقول: «كم من كلامٍ قد مَنَعَنِيْه حديث بلال بن الحارث»([2]). فكان يمتنع عن كثير من الكلام حتّى لا يسجل عليه قول أو تدون عليه كلمة من اللغو الذي لا فائدة فيه. وروي عن سيدنا عبد الله بن مسعود رضي الله تعالى عنه قال: سمعت رسول الله صلّى الله تعالى عليه وسلّم يقول: «إنّ أكثر خطايا ابن آدم في لسانه»([3]).
ومن هنا أيّها الإخوة الكرام: كان حريّاً بالمسلم أن يحفظ لسانه فلا يتكلّم إلاّ فيما يرجو فيه الربح والزيادة في دينه ودنياه، ويسائل نفسَه قبل أن يتحدَّث عن جَدْوَى الحديث وفائدته، فإن كان خيراً تكلَّم وإلاّ سكت، والسُّكوتُ في هذه الحالة أولى به من منطق؛ لأنّ الإكثارَ من الكلام في غير ذكر الله وعبادته أو مصلحَة النفس والآخرين سببٌ للوقوع في السَّقَط وزيادة الهذيان الذي يذهبُ معه الرشدُ وتستجلبُ الفضائح، وقد