جاء عن سيدنا أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله صلّى الله تعالى عليه وسلّم: «من كان يُؤمنُ بالله واليوم الآخر فَلْيَقُلْ خَيْرًا أو لِيَصْمُتْ»([1]). أيها المسلمون: اتَّقوا الله، واضبطوا ألسنتَكم، وحاسبوا أنفسَكم قبل أن تتلفَّظوا بأيّ كلمة، فما كان خيراً فتكلّموا به، وما كان سوءاً فدعوه، ويجب الحذر من آفات اللسان، فإنّها قد تهلك الإنسانَ وتجعله في النار، وإنّ آفات اللسان كثيرة ومتنوّعة، منها ما نلاحظه في بعض المجالس والاجتماعات من بذاءة وفحش ومن سبّ وشتم ولعن وسخرية وهمز ولمز بأساليب عديدة، تجري على الألسنة بسهولة ويسر دون تفكير في العاقبة، وقد لا تطيب المجالس عند البعض، ولا يحلو الحديث لديهم، إلاّ بهذه الأساليب الساقطة التي تناقض الحياء الذي ينبغي أن يكون عليه المؤمن والأنكى من ذلك والأشدُّ أنّ بعض النفوس أدمنت عليه، ويرون أنّه من باب المزاح والتسلية وقضاء الأوقات وتحلية المجالس، وما علم هؤلاء أنّهم وقعوا بذلك في الفسق والضلالة، وأضاعوا أوقاتهم، وحملوا أنفسَهم الأوزار.