عنوان الكتاب: المحاضرات الإسلامية (الجزء الثاني)

للإسلام، ويقال له: متمِّم الأربعين، وكان عمر رضي الله تعالى عنه ذا شَكيمة لا يرام فقد أثَار إسلامه ضَجَّةً بين المشركين، وشَعوراً بالذّلّةِ والْهَوان، وكسَا المسلمين عزّةً وشَرَفاً وسُرورًا‏،‏ ومن هنا بدَأ الْجَهْر بالدعوة في مكّة المكرَّمة إذ قال عمرُ لرسول الله صلّى الله تعالى عليه وسلّم والمسلمون في دار الأرقم: «والذي بعَثك بالحقّ لتخرُجَنَّ ولَنَخرُجَنَّ معك».

وخرَج المسلمون ومعهم عمر ودخلوا المسجد الحرام وصلَّوا حول الكعبة دون أن تَجـرَّأَ قُريشٌ على اعتراضهم أو منعهم، لذلك سَمَّاه رسول الله صلّى الله تعالى عليه وآله وسلّم الفاروقَ؛ لتَفرِقَته بين الحقّ والباطل بإعلانه الإسلام، واستخلَفه سيّدُنا أبو بكرٍ الصدّيقُ رضي الله تعالى عنه قبل وفاته، وهو أوّل من لُقِّب بأمير المؤمنين، وفي خلافته كَثُرت الفُتوحات الإسلامية، وفضائلُه كثيرة ومناقبُه جَمَّةٌ مشهورةٌ، وهو أحد العشَرة المبشَّرين بالجنّة، وأفضلُ الصحابة بعد سيّدنا أبي بكر الصدّيق رضي الله تعالى عنه وجعَل الله الحقَّ على لسانه؛ إذ وافقَ القرآنُ رأيهُ في عِدَّة مَواقف. وروي عن سيّدنا عبد الله بن عمر رضي الله تعالى عنهما قال: قال رسول الله صلّى الله تعالى عليه وسلّم: «إنّ الله جعَل الحقَّ على لسان عمر وقلبه». وقال سيّدنا أبو بكر رضي الله تعالى عنه: لقد سمعتُ رسولَ الله صلّى




إنتقل إلى

عدد الصفحات

259