أيها المسلمون: فالوعيد في هذا الحديث هو تأكيد على ضرورة الإتمار بما فيه والانتهاء بنَهْيه وهو في حدّ ذاته تنبيه على خُطُورة الأمر وضرورة تداركه، ولكن على القلوب أقفال وعلى البَصَائر غِشَاوة، فمع كلّ ما توفّر لنا من الْمَسْموع والْمَرئي من الدُّرُوس والْمُحاضرات نجد أنّ أحوالنا هي أسوء الأحوال وأعمالنا هي أقبحُ الأعمال، وكأنّ الداعي يدعونا إلى الضَّلال فالأخلاق تَسُوْء والعبدُ كلَّ يوم بذنب جديد يبوء، والبِرّ والإحسان صار أنْدَر من الياقوت، فهل يا ترى تَتدارَك نفسك قبل أن تَمُوت، أم أنّها في غَفْلتها ساربة، وفي لَهْوها مدلجة، وعن ربّها معرضة، ولا بدّ أن تدعوها إلى الفرار إلى الله تعالى، ولا يكون هذا إلاّ بطاعته ولا يتصوّر إلاّ بطَلَب مَرْضاته.
أيها المسلمون: وبِرُّ الوالدين والإحسان إليهما وطاعتُهما وخَفْض الْجَنَاح لهما جُزء من رضا الله سبحانه وتعالى، فيتأكّد على الأخ المسلم أن يبرّ والدَيْه، ويُرْضيهما، ولا يتأخَّر في طاعتهما، ولكن وللأسف الشديد لا يلتفت إلى تأدية حُقوق الوالدين إلاّ القليلُ، وكثير من الناس يتخلّق بمكارم الأخلاق والآداب خارج البيت، ولكنّه في داخل البيت يكون متشدِّداً