عنوان الكتاب: المحاضرات الإسلامية (الجزء الثاني)

أن يَرْبُط الأولاد بالصحبة الطيبة ويَمْنَع البنينَ من التشبّه بالبنات، ويمنع البنات من التشبّه بالبنين ويمنع الأولاد من التشبّه بالعادات السيئة، ويمنعهم من الخروج إلى السينمات وحَفَلات الرَّقْص والغِنَاء، وينظر في أدراجهم إذا ذهبوا للمدرسة، وقد أخبر النبي الكريم صلّى الله تعالى عليه وسلّم أنّ التربية خير من الصدَقة فقال: «لأن يُؤَدِّب الرجلُ ولدَه خَيْرٌ من أن يتصدَّق بصاع»([1]).

وأرشد النبي الكريم صلّى الله تعالى عليه وسلّم إلى أنّ تعليم الولد الْخُلُقَ الحسن أفضلُ من كلِّ عطاء فقال: «ما نَحَلَ([2]) والد ولداً من نَحْلٍ أفضَلَ من أدَب حَسَنٍ»([3]). فأين هذه البيئةُ الْحَسَنة الإسلامية، كيف نكتسبها وسُوْء الْمُعاشَرة قد فشى بيننا في عَصْرنا، فعندما يكون أحد منّا خارج البيت، تَراه خافضَ الْجَناح للناس متواضعاً مُتأدِّباً، فإذا ما عاد إلى البيت تجدُه أسَدًا هَصُوْرًا زئارًا لا فِعْل له، قد تَخلّى عن شمِّ الأدَب وتَرَكَه خلف



([1]) أخرجه الترمذي في "سننه"، كتاب البر والصلة، باب ما جاء في أدب الولد، ٣/٣٨٢، (١٩٥٨).

([2]) قوله: [ما نحل]: أَيْ: ما أَعْطَى وَالِدٌ وَلَدًا.

([3]) أخرجه الترمذي في "سننه"، كتاب البر والصلة، باب ما جاء في أدب الولد، ٣/٣٨٣، (١٩٥٩).

 




إنتقل إلى

عدد الصفحات

259