عنوان الكتاب: المحاضرات الإسلامية (الجزء الثاني)

وسلّم فإذا كان عُقْبة النبي الكريم صلّى الله تعالى عليه وسلّم قالا: ارْكَبْ يا رسول الله حتّى نمشي عنك، فيقول: «ما أنْتُما بأقْوَى على المشي منّي، وما أنا بأغْنَى عن الأَجْر منكما»([1]).

أيها المسلمون: اليتيم في الشرع: هو من فقد أحد والديه، أو كليهما قبل البُلوغ. ولقد جعل الرسول الكريم صلّى الله تعالى عليه وسلّم الإحسان إلى الأيتام علاجاً لقَسْوَة القلب.

فعن سيدنا أبي هريرة رضي الله تعالى عنه أنّ رجلاً شكا إلى رسول الله صلّى الله تعالى عليه وسلّم قَسْوَة قلبه، فقال: «امسَحْ رأسَ اليتيم، وأَطْعم المسكين»([2]). ولقد وعد الرسول الكريم صلّى الله تعالى عليه وسلّم بالأجر العظيم على ذلك، حيث يَكْسِبُ المرء الحسَنات العِظَام بكلّ شعرة يمسح فيها على رأس اليتيم، فعن سيدنا أبي أُمَامة رضي الله تعالى عنه أنّ رسول الله صلّى الله تعالى عليه وسلّم قال: «من مَسَحَ رأسَ يتيم لم يَمْسَحْه إلاّ لله، كان له بكلِّ شَعْرة مرَّتْ عليها يدُه حسناتٌ،



([1]) أخرجه أحمد بن حنبل في "مسنده"، مسند سيدنا عبد الله بن مسعود رضي الله تعالى عنه، ٢/١٠٥، (٤٠٠٩).

([2]) ذكره الخطيب التبريزي في "مشكاة المصابيح"، ٢/٢١٧، (٥٠٠١)، وأحمد بن حنبل في "مسنده"، مسند سيدنا أبي هريرة، ٣/٨٢، (٧٥٧٩).




إنتقل إلى

عدد الصفحات

259