عنوان الكتاب: المحاضرات الإسلامية (الجزء الثاني)

الإيماني، يبيِّن فيه رسول الله صلّى الله تعالى عليه وسلّم أنّ كلّ فرد من أفراد المجتمع قد استرعاه الله رعية، وأناط به مهمة سيسأل يوم القيامة عنها.

وينبغي للمسلمين تقسيم الأعمال بينهم، وتحديد المسؤوليات، وقد جاء في الحديث: كان رسول الله صلّى الله تعالى عليه وسلّم في سفر، وأمر أصحابَه بإصلاح شاة فقال رجل: يا رسول الله عليّ ذَبْحها وقال آخَر: يا رسول الله عليّ سلخُها، وقال آخَر: يا رسول الله عليّ طَبْخُها. فقال رسول الله صلّى الله تعالى عليه وسلّم: «وعليّ جَمْع الْحَطَب» فقالوا: يا رسول الله نكفيك العمَل. فقال: «قد علمتُ أنّكم تكفوني، ولكن أكره أن أتميّز عليكم، وإنّ الله تعالى يكره من عبده أن يَراه مُتميِّزًا بين أصحابه»([1]). وعن سيدنا عبد الله بن مسعود رضي الله تعالى عنه قال: كنّا في غزوة بَدْر، كلُّ ثلاثة منّا على بعير، كان عليّ وأبو لُبَابَة زميلَيْ رسولِ الله صلّى الله تعالى عليه



([1]) ذكره محب الدين أبو جعفر الطبري (ت ٦٩٤هـ) في "خلاصة سير سيد البشر"، أحواله مع أصحابه، صـ٨٧، ومحمد بن يوسف الصالحي الشامي في "سبل الهدى والرشاد، في سيرة خير العباد"، جماع أبواب صفاته المعنوية، ٧/١٣.

 




إنتقل إلى

عدد الصفحات

259