عنوان الكتاب: المحاضرات الإسلامية (الجزء الثاني)

تعالى عليه وسلّم إذ جاء رجل على راحلة له، قال: فجعَل يَصْرِف بَصَره يميناً وشمالاً فقال رسول الله صلّى الله تعالى عليه وسلّم: «من كان معه فَضْلُ ظَهْر فَليَعُدْ به على من لا ظَهْرَ له، ومن كان له فَضْلٌ من زَاد فَليَعُدْ به على من لا زَادَ له». قال: فذكر من أصناف المال ما ذكَر، حتّى رأينا أنّه لا حقَّ لأحد منّا في فَضْل([1]). ويا أيها الإخوان المسلمون الذين في أيديهم شيء من ولاية ينبغي عليكم أن تستعملوا الرِّفْق وحُسْن الْخُلُق مع مرؤوسيكم ومن في سلطانكم ومن تحت رعايتكم فقد جاء في الحديث عن سيدنا عبد الله بن عمر رضي الله تعالى عنهما أنّه سمع رسول الله صلّى الله تعالى عليه وسلّم يقول: «كُلّكم راعٍ ومسؤول عن رَعِيَّته، فالإمام راعٍ وهو مسؤولٌ عن رعيّته، والرجل في أهله راعٍ وهو مسؤولٌ عن رعيّته، والمرأة في بيت زَوْجها راعية وهي مسؤولة عن رعِيَّتها، والخادم في مال سيّده راعٍ وهو مسؤول عن رعيَّته»([2]). إنّ هذا الحديث بيان عظيم لموضوع تحديد المسؤوليات وتوزيعها بين العباد في المجتمع



([1]) أخرجه مسلم في "صحيحه"، كتاب اللقطة، صـ٩٥٢، (١٧٢٨).

([2]) أخرجه البخاري في "صحيحه"، كتاب في الاستقراض، ٢/١١٢، (٢٤٠٩).




إنتقل إلى

عدد الصفحات

259