عنوان الكتاب: المحاضرات الإسلامية (الجزء الثاني)

وإذا خاصَم فجَر»([1]). وضدُّ الخيانة الأمانة وهي تُطْلَق على معَان كثيرة: قال القُرْطُبي رحمه الله تعالى: الأمانة تعُمّ جميعَ وظائف الدِّيْن على الصحيح من الأقوال([2]). وقال سيّدنا الإمام محمد الغزالي رحمه الله تعالى: فالفَرْجُ أمانة، والأُذُنُ أمانة، والعين أمانة، واللِّسَان أمانة، والبَطْنُ أمانة، واليد والرِّجْل أمانة، ولا إيمانَ لمن لا أمانة له([3]). وعن سيّدنا عبد الله بن عَمْرو رضي الله تعالى عنهما قال: قال رسول الله صلّى الله تعالى عليه وسلّم: «أوَّلُ ما خلَق الله عزّ وجلّ من الإنسان فَرْجه» ثم قال: «هذه أمانتي عندك، فلا تَضَعْها إلاّ في حقّها، فالفرج أمانة، والسَّمْع أمانة، والبَصَر أمانة، واللِّسَان أمانة»([4]).

قال سيدنا الإمام فخر الدين الرازي رحمه الله تعالى: باب الأمانة واسع، فأمانة اللسان أن لا يستعملَه في الكَذِب والغيبة والنميمة والكفر والبدعة والفحش وغيرها، وأمانة العين أن لا يستعملها في النظَر إلى الحرام، وأمانة السَّمْع ألا يستعمله في



([1]) أخرجه البخاري في "صحيحه"، كتاب الإيمان، ١/٢٥، (٣٤).

([2]) ذكره القرطبي في "الجامع لأحكام القرآن"، الجزء الرابع عشر، ٧/١٨٧.

([3]) ذكره الغزالي في "مكاشفة القلوب"، الباب الثالث عشر في الأمانة، صـ٤٣.

([4]) ذكره ابن أبي الدنيا في "موسوعته"، كتاب مكارم الأخلاق، باب ما جاء في الأمانة، ٣/٤٨٢، (٢٧٦)، والديلمي في "فردوس الأخبار بمأثور الخطاب"، باب الألف، ١/٣٠، (٥).




إنتقل إلى

عدد الصفحات

259