عنوان الكتاب: المحاضرات الإسلامية (الجزء الثاني)

سَمَاع الملاهي والمناهي، وسماع الْفُحْش والأكاذيب وغيرها وكذا القول في جميع الأعضاء([1]). فيجب على كلّ مسلم أن يؤدِّي الأمانة إذا اؤتمن، وأن لا يعرض نفسه لعذاب النار بسبب الخيانة، ونقل سيدنا الإمام محمد الغزالي رحمه الله تعالى: يُؤتَى بالعبد يوم القيامة فيُوْقَف بين يدَيِ الله تعالى فيقول الله تعالى: أَرَدَدْتَ أمانةَ فلان؟ فيقول: لا، يا ربِّ، فيأمُر الله تعالى ملَكاً فيأخُذ بيده وينطلق به إلى جهنّم ويُرِيه الأمانة بعَيْنه في قَعْر جهنّم فيَهْوِي فيها سبعين عامًا، حتّى ينتهي إلى قَعْرها ثم يصعَد بالأمانة فإذا بلغ أعلى جهنّم زلَّتْ قدمُه فيَهوي فيها كذلك، ثم يصعَد ثم يَهْبِط، وهكذا حتّى يُدْرِكه لُطْفُ ربِّه بشَفاعة المصطفى صلّى الله تعالى عليه وآله وسلّم، فيَرْضى عنه صاحبُ الأمانة([2]).

أيها المسلمون: فكما تَحْرُم الخيَانة في الأموال والحقوق فكذلك تحرُم في الأَعْراض والأسرار والْعُهُوْد، ويجب حفظ الأمانات وعدم إفشاء الأسرار وعدم كشف الأستار، وأمّا من يَنْكُث العُهود التي بينه وبين الْخَلْق فهو متَّصف بصفة خبيثة من صفات المنافقين.

 



([1]) ذكره فخر الدين الرازي في "التفسير الكبير"، ٤/١٠٩.

([2]) ذكره الغزالي في "مكاشفة القلوب"، الباب الثالث عشر في الأمانة، صـ٤٤.




إنتقل إلى

عدد الصفحات

259