أيها المسلمون: ومن يريد التوسع، فعليه أن يقرأ الكتب والرسائل للإمام الغزالي، ولترسيخ هذه النصائح يسافر في سبيل الله، ويحاسب نفسه من خلال كتيب "الجوائز المدنية"، ويستحضر دائماً أنّ الموت لا بدّ أن يدركنا ولو كنّا في بُرُوج مشيَّدة، ويخرجنا من الغُرف الواسعة إلى حفر مُظْلمة ومن فوق الأرض إلى تحت الأرض، ويتفكّر في الآخرة، ويهرع إلى باب الله تعالى تائباً منيباً، ويترك الذنوب والمعاصي خاشعاً مطيعاً، وقد قال رسول الله صلّى الله تعالى عليه وسلّم: «التائب من الذنب كمن لا ذنبَ له»([1]).
أيها المسلمون: توبوا إلى الله تعالى، وأدّوا حقوق الآخرين، واسعوا في إصلاح ذات بينكم، فإنّ من يُكثر التعامل مع الناس يُخاف عليه تضييع الحقوق، وإنّي أغتنم هذه الفرصة وأستسمح من جميع المسلمين الذين يسمعونني، فسامحوني عن كلّ تقصيرٍ بدر مني في حقّكم، ومن أخذتُ له مالاً فليأخذه منّي، أو يسامحني، وأنا سامحتُ كلّ من قصّر في حقّي، أو آذاني، أو يؤذيني في المستقبل حتّى إن قتلني أحد فإنّي أسامحه فلا يجوز لأحد أن يؤذيه أو يؤذي الآخرين فيضيِّع أموالهم وأملاكهم.