والكيّس الْمُسَدّد مَنْ حاذَر الغفلة عن الدار الآخرة، حتّى لا يعيش في غمرة، أيها المسلمون: إنّ النِّعَم التي تتوفّر لنا بكثرة في هذه الدنيا لا تخلو من خطر الغفلة، فمن يشغل قلبه بالنعم الدنيوية تصُدُّهُ الغفلة وتُبْعده عن ربّه، فالتجارة الطيبة والمال والبيوت العالية والمركب الجيد والأولاد كلّها نعمٌ تحتاج أن نشكر اللهَ عليها لا أن نشغل قلوبنا بها؛ لأنّ شغل القلب في نعمة من النعم الدنيوية أكثر من الحاجة سببٌ للغفلة والبعد عن الله تعالى ولذلك حذَّر الله عباده من فتنة المال والولد فقال تعالى: ﴿$pkr'¯»t tûïÏ%©!$# (#qãZtB#uä w ö/ä3Îgù=è? öNä3ä9ºuqøBr& Iwur öNà2ß»s9÷rr& `tã Ìò2Ï «!$# 4 `tBur ö@yèøÿt y7Ï9ºs y7Í´¯»s9'ré'sù ãNèd tbrçÅ£»yø9$#﴾ [المنافقون: ٦٢/٩].
ففي ذلك عبرة لمن يركن إلى الدنيا ويرسل نفسه في الفرح بها، وينهمك في التنعّم واللذّة، ويجهد عمره في جمع المال وكسبه، وبعض الناس قد يحتجّون في عدم السفر في سبيل الله بأعذار تافهة، كأن يقول مثلاً: والله ما عندي وقت، ويتعذّر بزوجته وأولاده، ومنهم من يترك الصلاة، ويشتغل كلّ وقته بعمله أو تجارته، ويقول: العمل عبادة، وكلُّنا نعلم بطلان هذه