من سوء الخاتمة، قال سيدنا الحسن البصري رحمه الله تعالى: يخرج من النار رجل بعد ألف عام، يا ليتني كنت ذلك الرجل، وإنّما قال ذلك لخوفه من الخلود وسوء الخاتمة([1]). وروي أنّ الحسن البصري رحمه الله تعالى ما ضحك أربعين سنة، قال الراوي: وكنت إذا رأيته قاعدًا كأنّه أسير، قد قدم لتضرب عنقه. وإذا تكلّم كأنّه يعاين الآخرة، فيخبر عن مُشاهدتها، فإذا سكت كأنّ النار تسعر بين عينيه، وعوتب في شدّة حزنه وخوفه، فقال: ما يؤمنني أن يكون الله تعالى قد اطلع عليَّ على بعض ما يكره، فمقتني، فقال: اذهب فلا غفرت لك، فأنا أعمل في غير معتمل([2]). ورؤي في الليلة التي مات فيها الحسن البصري، كأنّ أبواب السماء مفتحة، وكأنّ منادياً ينادي: ألا إنّ الحسن البصري قدم على الله عزّ وجلّ وهو عنه راضٍ([3]).
أيها المسلمون: الصحبة السيئة فإنّ أثرها على المرء واضح وخطير بلا شكّ، حتّى أنّها تؤثر على عقيدته، فعلى المؤمن أن