أيها المسلمون: إنّ غفلتنا شديدة جدًّا، فإنّ الإنسان يبذل الجهد والقوة في طلب علوم الدنيا، ويجتهد في جمع المال وكسبه، وتميل نفسه إلى الدعة والرفاهية، ويضيع عمره في الذنوب والمعاصي، ولكن مع الأسف الشديد لا يسعى في طلب علوم الدين، ولا يتفكّر في التزود للآخرة وحفظ الإيمان، وقد يتكلّم بكلمة لا يلقي لها بالاً ويخرج بها عن دائرة الإسلام والعياذ بالله تعالى من ذلك، فإنّ من ختم له بالكفر يخلد في النار، ويستحقّ العذاب الشديد: نقل حجة الإسلام الإمام محمد الغزالي رحمه الله تعالى: قال محمد بن المنكدر رحمه الله تعالى: بلغني أنّ الكافر يسلّط عليه في قبره دابّة عمياء صماء، في يدها سوط من حديد، في رأسه مثل غرب الجمل، تضربه به إلى يوم القيامة، لا تراه فتتقيه، ولا تسمع صوته فترحمه([1]). فاطْلُبُوْا أيها المسلمون حسنَ الخاتمة بالدعاء وبعمل جميع الأسباب المؤدّية إلى حسن الختام، وتخوَّفُوْا من سوء العاقبة وسوء الخاتمة، وكان السلف الصالح يبكون من شدّة الخوف