الأكفان بعد حسن الهيئة، وطَيّب الريح، ونَقاء الثوب، قال: ثم شَهِقَ شَهقَة خرّ مَغشيّاً عليه([1]). قال سيدنا أحمد بن حرب رحمه الله تعالى: تتَعَجَّب الأرض من رجل يمَهّد مَضْجَعه، يسوي فراشه للنوم وتقول: يا ابن آدم، لم لا تذكر طول بلاك وما بيني وبينك شيء؟!([2]).
وكان يزيد الرقاشي رحمه الله تعالى يقول: أيها المقبور في حُفْرَته، والْمُتَحَلِّي في القبر بوَحْدَته، الْمُستَأْنس في بطن الأرض بأعماله، ليت شعري بأيّ أعمالك استبشرت، وبأيّ إخوانك اغتبطت، ثم يبكي حتّى يبلّ عمامته، ثم يقول: استبشر والله بأعماله الصالحة واغتَبَط والله بإخوانه المتعاونين على طاعة الله تعالى، وكان إذا نظر إلى القبور خار كما يخور الثور([3]).
أيها المسلمون: إنّ الرجل إنما يعذب في قبره بالشيء الذي كان يخافه في الدنيا، فمن الناس من يخاف من الجرو أكثر من الأسد، وطبائعُ الخلق متفرقة، نقل الإمام جلال الدين