عبد الرحمن السيوطي عن أبي المليح الرقي رحمهما الله تعالى قال: إذا أُدْخِل ابن آدم قَبره لم يَبق شيء كان يخافه في الدنيا دونَ الله عزّ وجلّ، إلاّ تَمَثّل له يفزعه في لَحْدِه؛ لأنّه كان في الدنيا يَخَافُه دون الله عزّ وجلّ([1]). يقول حجة الإسلام الإمام محمد الغزالي عليه رحمة الله الوالي: فإنّك لو شاهدت بنُوْر البصيرة باطنك لَرَأَيْته مشحوناً بأصناف السبَاع وأنواع الْهَوامّ، مثل الغَضَب والشَّهْوَة والحِقْد والْحَسَد والكبر والعجب والرياء وغيرها، وهي التي لا تزال تفترسك، وتنهشك إن غفلت عنها لحظة، إلاّ أنّك محجوب العين عن مُشاهدَتها، فإذا انكشف الغطاء، ووضعت في قبرك عاينتها تمثلت لك بصورها وأشكالها الموافقة لمعانيها، فترَى بعينك العَقارب والحيات، وقد أَحْدَقَت بك في قبرك وإنّما هي صفاتك الحاضرة الآن، قد انكشف لك صورها، فإن أردت أن تقتلها وتقهرها وأنت قادر عليها قبل الموت، فافعل وإلاّ فوطّن نفسك على لَدغها ونهشها لصميم قلبك، فضلاً عن ظاهر بشرتك([2]).