عنوان الكتاب: المحاضرات الإسلامية (الجزء الثاني)

عندك قاطع رحم؟ فقال سيدنا أبو هريرة رضي الله تعالى عنه: إنّي سمعتُ رسول الله صلّى الله تعالى عليه وآله وسلّم يقول: «إنّ الرحمة لا تنزل على قوم فيهم قاطعُ رَحِمٍ»([1]). وحكي أنّ رجلاً من الأغنياء حجّ إلى بيت الله الحرام، فلما وصل إلى مكة، أودع من ماله ألف دينار عند رجل، كان موسوماً بالأمانة والصلاح، إلى أن يقف بعرفات، ورجع إلى مكة، فوجد الرجل قد مات، فسأل أهله عن ماله، فلم يكن لهم به علم، فأتى علماء مكة، فأخبرهم بحاله وماله، فقالوا له: إذا كان نصف الليل فأت زمزم، وانظر فيها، وناد يا فلان باسمه، فإن كان من أهل الجنة، فسيجيبك أوّل مرّة، فمضى الرجل ونادى في زمزم، فلم يجب أحدٌ، فجاء إليهم، وأخبرهم فقالوا: إنّا لله وإنّا إليه راجعون، نخشى أن يكون صاحبك من أهل النار، اذهب إلى أرض اليمن، ففيها بئر يسمّى برهوت، يقال: إنّه على فم جهنّم، فانظر فيه بالليل وناده: يا فلان، فإن كان من أهل



([1]) أخرجه البخاري في "الأدب المفرد"، باب لا تنزل الرحمة على قوم فيهم قاطع رحم، صـ٢٧، (٦٣)، والذهبي في "كتاب الكبائر"، الكبيرة التاسعة، صـ٥٣.




إنتقل إلى

عدد الصفحات

259