عنوان الكتاب: المحاضرات الإسلامية (الجزء الثاني)

مسألة منكر ونكير في القبر، فقال ذلك الفقير، وكان مغربياً: والله إن سألاني، لأقولنّ لهما، فقالوا له: من يعلم ذلك؟ فقال: اقعدوا على قبري حتّى تسمعوا، فلما مات المغربي جلسوا على قبره، فسمعوا المسألة، وسمعوه يقول: أتسألاني، وقد حملت فروة أبي يزيد على عنقي؟ فمضوا وتركوه([1]).

اسمعوا حكايتين، للعبرة والموعظة الحسنة: قد روي عن سيدنا أبي هريرة رضي الله تعالى عنه أنّه جلس يحدث عن رسول الله صلّى الله تعالى عليه وآله وسلّم فقال: «أحَرِّج على كلّ قاطعِ رحم إلاّ قام من عندنا»، فلم يقم أحد إلاّ شابّ من أقصى الحلقة ثم ذهب إلى عمّته، لأنّه كان قد صارمها منذ سنين، فصالحها، فقالت له عمّته: ما جاء بك يا ابن أخي؟ فقال: إنّي جلست إلى سيدنا أبي هريرة رضي الله تعالى عنه صاحب رسول الله صلّى الله تعالى عليه وسلّم فقال: «أحرّج على كلّ قاطع رحم إلاّ قام من عندنا» فقالت له عمّته: ارجع إلى سيدنا أبي هريرة رضي الله تعالى عنه، واسأله لِمَ ذلك؟



([1]) ذكره السيوطي في "شرح الصدور"، باب فتنة القبر وسؤال الملكين، صـ١٤٢.




إنتقل إلى

عدد الصفحات

259