حديثنا أيّها الإخوة المسلمون عن صحابي جليل القدر والمكانة: إنّه عثمان بن عفان بن أبي العاص بن أُمَيَّة أبو عمرو وأبو عبد الله القُرَشي أمير المؤمنين وثالث الخلفاء الراشدين، أحد العشَرة المبشَّرين بالجنّة، ومن السابقين إلى الإسلام وقد لُقِّب بذي النورين؛ لأنّه تزوَّج اثنتَيْن من بَنَات رسول الله صلّى الله تعالى عليه وسلّم رُقَيَّة ثم بعد وفاتها أمّ كلثوم، وإنّه صاحب الهجرتين؛ لأنّه كان أوّل مهاجر إلى أرض الْحَبَشة لحفظ الإسلام ثم هاجَر الهجرة الثانية إلى المدينة المنورّة.
أيها المسلمون: لماذا نتكلّم عن سيرة هؤلاء العظماء وأخبار هؤلاء المصلحين؟ لأنّنا بحاجة ماسّة لسيرة مثل هؤلاء الأفذاذ وأخبار هؤلاء العظماء في زمان لمع فيه من لا خلاق له نحن أيّها الإخوة بحاجة ماسّة؛ لأَنْ نربِّي أنفسَنا وجيلَنا على الشريعة الإسلامية، فالمحبوب عندنا من أحبَّه الله ورسولُه، والبغيض من أبغضَه الله ورسوله صلّى الله تعالى عليه وسلّم.
أيها المسلمون: كان سيدنا عثـمان بن عفان رضي الله تعالى عنـه ذا صفـات كريمة وأخلاق فاضلة، فإنّه عثمان الخير إنّه عثمان الحياء، إنّه عثمان البذل والتضحية بالنفس والنفيس وقد كان يبذل البذل العظيم لنصرة هذا الدين، فعن سيدنا عبد