عنوان الكتاب: المحاضرات الإسلامية (الجزء الثاني)

كالمجنون الْمَخْبول، وفي ليلة السابع والعشرين من شَهْر رمضان المبارك كنتُ مُستَلقياً في الطريق، فجاءني رجلان وهما يَلْبَسان العمامة فسَلَّما عليّ، وسألاني عن اسمي بالتعظيم والتكريم، ثم قالا: ليلة القدر ليلةٌ مباركة عظيمةُ القدر عند الله تعالى، وفيها فضائل عظيمة وبَرَكات كثيرة ونصَحاني نصائح جليلة تأثَّرتُ بها فقررت الصلاة في المسجد فاغتسلتُ ولَبِسْتُ ثوباً نظيفاً، فلما دَخَلتُ المسجد بعد ستّ عشر سنة جَرَت الدُّمُوْعُ من عيني على وجهي وأخَذَتني نَفْحَة من نور الإيمان فتبت توبةً صادقةً من سائر الذنوب، وارْتَبطت بالبيئة الْمُتدَيّنة من جمعية الدعوة الإسلامية وأخذتُ الطريقة القادرية الرضوية وأخَذني أهلي معهم إلى البيت، وقد قاسَيْتُ الشدائد والأهوال في سبيل العلاج مما كنت أتعاطاه من شرب الْمُسكرات فلم أطق النوم ولا القَرَار من شدّة الألَم وجَعَلْت أستغيث من شدّة الوَجع، فلمّا رأى أهلي ما يحلّ بي من البُكاء والحزن يَبْكون عليّ ويرثون على حالي، فحضَّني بعضهم على شُرْب الدُّخَان عسى أَجد في ذلك بعض راحة ممّا هو عليّ من شدّة الألَم فرَفَضْت ذلك وتَحَمّلتُ الْمَشقَّة إلى أن سَكَن الألَم وشفيت من مَرَضي بإذن الله تعالى وصِرْتُ داعياً إلى الله تعالى بالحكمة والْمَوْعظة الْحَـسَنة وسـاعياً في صـلاح مـن حـولي مـن المـسلمين. قـال

 




إنتقل إلى

عدد الصفحات

259