وسلّم بادَر إلى التصديق به وصار من دُعاة الإسلام ونشط في دعوته إلى الله تعالى، وهكذا ينبغي على الْمُسلم أن يَدْعو الناس إلى الله تعالى، ويُخرِجهم من الظُّلُمات إلى النور ومن ظلمات الشِّرْك والكُفْر إلى نور الإسلام ومن ظُلمات البِدَع إلى نور السنّة، ومن ظُلمات الْمَعَاصي إلى نور الطاعة والهداية ومن ظُلمات الْجَهْل إلى نور العلم، ويستمرّ في دعوته ويمضي إلى غايته؛ لأنّ الدعوة إلى الله تعالى كانت حافزاً قويّاً على النَّشَاط في إذاعتها والْمُضيّ في سبيل انتشارها، وقد أخبرني رجل من مدينة كراتشي قال: شاركتُ مع أصدقائي في الاجتماع العالمي الذي عقدته جَمْعيّة الدعوة الإسلامية، ولكن وللأسَف الشديد أعْرَضْنا عن سماع الْمُحاضَرات الإسلامية واشْتغَلنا بلَغْو الكلام وشُرْب السجائر، فمرّ بنا شيخ كبير فسلَّم علينا، وقال: ألاَ أُخْبرُكم بقصّة عجيبة، فيها دُروس وعِبَر، فقلنا له: ما هي؟ قال: كنت أشْرَب الدُّخَان بمجالسة السُّوْء تعاطيت المسكرات وبقيتُ ستّ عشر سنةً، أبْذُل فيها كلّ ما أقْدِرُ عليه، فلمّا رأى أَهْلي ما يحلّ بي وما أقاسيه من الذلّة والْمَشقّة عَذَلوني بسبب العادات الشَّنيعة ثم أخْرَجوني من البيت وطَرَدوني، فسألتُ الناس وأكَلْتُ وَرَق الْخَسّ والبَقْل وغير ذلك حتّى إنّي قد أفنيتُ عُمْري وشَبـابي فـي الـذنوب والمعاصي ولم أُبـال بالْمُـحرّمـات، فـصِرْتُ