الرجل: فلما قصّ علينا هذه القصّة جعَلْنا نَبْكي على الذنوب حتّى سالت الدُّموع على خُدودنا، وتُبْنا إلى الله تعالى توبةً صادقةً، وارْتَبَطنا بالبيئة الْمُتديّنة من جمعية الدعوة الإسلامية.
أيها المسلمون: بدأت دعوة النبي الكريم صلّى الله تعالى عليه وسلّم للإسلام دعوة سرّية لا تعتمد على قوّة ولا سلاح حيث كان يدعو من حوله برفق ورحمة واستمرّ على هذا مُدّة ثلاث سَنَوات ثم أمره ربُّه بأن يَصْدَع بأمره فقال: ﴿÷íyô¹$$sù $yJÎ/ ãtB÷sè? óÚÌôãr&ur Ç`tã tûüÏ.Îô³ßJø9$#﴾ [الحجر: ١٥/٩٤]. فصَدَع النبي الكريم صلّى الله تعالى عليه وسلّم بأمر الله تعالى وجَهَر بدَعْوته إلى عبادة الله وحده لا شريك له، فما كان من المشركين إلاّ أن جعلوا يَسْخَرون منه ويَسْتهزئون به ويؤذونه بالقول وبالفعل، فتارةً يتّهمونه بالْجُنون، وتارةً بالسِّحْر، وتارةً بالكَهانة، ثم نَشطت عداوتهم للنبي الكريم صلّى الله تعالى عليه وسلّم بعد أن كانت في أوّل الأمر محدودة لحماية عمّه أبى طالب له، ومشى رجال من أشراف قريش إلى أبي طالب، فقالوا: يا أبا طالب، إنّ ابن أخيك قد سَبّ آلهتَنا وعابَ دينَنا وسَفَّه أحلامَنا، وضَلَّل آباءنا، فإمّا أن تكُفَّه عنّا وإمّا أن تُخَلّي بيننا وبينه، فإنّك على مثل مـا نحن عـليـه مـن خلافـه، فقـال لهـم أبـو طالـب قـولاً