عنوان الكتاب: المحاضرات الإسلامية (الجزء الثاني)

كان لي مَنْعَة قال: فجَعَلوا يَضْحَكون ويحيل بعضُهم على بعض ورسولُ الله صلّى الله تعالى عليه وسلّم ساجد لا يَرْفَع رأسه، حتّى جاءته فاطمة، فطَرَحتْ عن ظَهْره، فرَفَع رسول الله صلّى الله تعالى عليه وسلّم رأسه، ثم قال: «اللّهمّ عليك بقريش» ثلاث مرّات، فشَقّ عليهم إذْ دعَا عليهم، قال: وكانوا يَرَوْن أنّ الدَّعْوة في ذلك البلَد مُسْتجابة ثم سَمَّى: «اللّهمّ عليك بأبي جهل وعليك بعُتْبَة بن ربيعة، وشَيْبَة بن ربيعة، والوليد بن عتبة وأُمَيَّة بن خَلَف، وعُقْبة بن أبي مُعَيْط». وعَدّ السابع فلم نَحْفَظه قال: فوالذي نفسي بيده لقد رأيتُ الذين عَدّ رسول الله صلّى الله تعالى عليه وسلّم صَرْعَى في القَلِيْب([1]) قَلِيْب بَدْر([2]).

أيها المسلمون: وكان من أشدّ الناس إيذاءً للنبي الكريم صلّى الله تعالى عليه وسلّم وسُخْريَة به عمّه أبو لهب، وإنّ الكفّار رَدّوا على النبي الكريم صلّى الله تعالى عليه وسلّم رَدّاً قبيحاً، وأرْسَلوا غِلْمانَهم وسُفَهَاءهم يقفُون في وجهه ويَرْمُونه بالحجَارة حتّى أدموا رِجْليه صلّى الله تعالى عليه وسلّم، وقالوا عنه: ساحر، مجنون، وكاهن، يُسْتهزئ به، ويُسبّ، ويُضْرَب، ويُشْتَم صلّى



([1]) الْقَليب: هي الْبِئْر التي لَمْ تُطْوَ، ذكره ابن حجر في "فتح الباري"، ١٣/١٩٤، والنووي في "شرح صحيح مسلم"، الجزء الثاني عشر، ٦/١٥٣.

([2]) أخرجه البخاري في "صحيحه"، كتاب الوضوء، ١/١٠٢، (٢٤٠).




إنتقل إلى

عدد الصفحات

259