عنوان الكتاب: المحاضرات الإسلامية (الجزء الثاني)

ذِكْراً يقول المنافقون: إنّكم تراؤون»([1]). هل تريدون إخواني المسلمين أن يغرس لكم شجرة في الجنّة؟ اسمعوا إذن ما روي عن سيدنا أبي هريرة رضي الله تعالى عنه أنّ رسول الله صلّى الله تعالى عليه وسلّم مرّ به وهو يَغْرِسُ غَرْساً فقال: «يا أبا هريرة ما الّذي تَغْرِسُ؟». قلتُ: غِرَاساً لي، قال: «أَلا أدُلُّكَ على غِرَاسٍ خَيْرٍ لَكَ من هذا؟». قال: بلى يا رسول الله. قال: «قُل: سبحانَ الله، والحمدُ لله ولا إله إلاّ الله والله أَكْبَرُ، يُغْرَسْ لَكَ بكُلِّ واحدة شَجَرَةٌ في الجنّة»([2]).

أيها المسلمون: ومن النعم العظيمة على الإنسان نعمة اللسان والبيان، فبها يعبر الإنسان عن كلّ ما يريد، وإنّ الإنسان مسؤول عمّا استعمل فيه لسانه، فإذا استعمَله في الخير نال الثواب وإذا استعمله في الشرّ نال العقاب فكلّ كلمة تخرج من الفم محاسب عليها الإنسان، إن كانت خيراً فخيراً، وإن كانت شرّاً فشرّاً، فعلى الإنسان أن يستخدم لسانه في الدرس والمحاضرة الإسلامية والدعوة إلى الله تعالى؛ لأنّه يدخُل في



([1]) أخرجه الطبراني سليمان بن أحمد في "المعجم الكبير"، ١٢/١٣١، (١٢٧٨٦).

([2]) أخرجه ابن ماجه في "سننه"، باب فضل التسبيح، ٤/٢٥٢، (٣٨٠٧).




إنتقل إلى

عدد الصفحات

259