عنوان الكتاب: المحاضرات الإسلامية (الجزء الثاني)

ذكر الله تعالى ذكرُ أسمائه وصفاته وقراءة كتابه الكريم وذكرُ أمره ونهيه وذكرُ حبيبه الكريم صلّى الله تعالى عليه وآله وسلّم، وقد ورد فضل الذكر في الأسواق فيما يرويه سيدنا عبد الله بن عمر رضي الله تعالى عنهما حيث يقول: قال رسول الله صلّى الله تعالى عليه وسلّم: «ذاكرُ الله في السُّوْق له بكُلِّ شَعْرَة نورٌ يوم القيامة يَلْقَى الله»([1]).

وعن سيدنا حذيفة رضي الله تعالى عنه قال: قال سيدنا موسى على نبينا وعليه الصلاة والسلام: «يا ربّ ما جَزَاءُ مَنْ دَعى أخاه وأمَره بالمعروف ونهاه عن الْمُنْكر؟ قال: أَكْتُبُ له بكلِّ كلمَة عبادة سنة، وأستحيي أن أعذِّبه بناري»([2]).

أيها المسلمون: فلا بدّ أن يكون الداعي إلى الله تعالى صادقاً في دعوته، مخلصاً لله فيها، فدَعْوتُه لا إلى هوى نفسه، ولكنّها دعوة إلى الله تعالى، ويجبُ أنْ تكونَ نابعةً وصادرةً من قلب خالص، يرحم عبادَ الله، ويُشْفِق عليهم، ويحبّ الخير والصَّلاَح لهم، فيكون صدقه سبباً لتوفيق الله له وانتفاع الناس



([1]) أخرجه البيهقي (ت ٤٥٨هـ) في "شعب الإيمان"، ١/٤١٢، (٥٦٧).

([2]) ذكره أبو حامد الغزالي (ت ٥٠٥هـ) في "مكاشفة القلوب"، صـ٤٨.

 




إنتقل إلى

عدد الصفحات

259