يَرْزُقَنِي الشَّهَادَةَ. قالَ: فَعُرِضَ عَلَى رسولِ اللهِ صلّى الله تعالى عليه وسلّم فَاسْتَصْغَرَهُ فَرَدَّهُ فَبَكَى فَأَجَازَهُ ، فَكانَ سَعْدٌ رضي الله عنه يَقُولُ: كُنْتُ أَعْقِدُ لَهُ حَمائِلَ سَيْفِهِ مِنْ صِغَرِهِ فَقُتِلَ وهُوَ ابْنُ سِتَّ عَشْرَةَ سَنَةً([1]).
أَيُّهَا الْمُسلِمُون ! أَرَأَيْتُمْ أَنَّ الصَّحَابَةَ رضي الله عنهم كانُوا يَرْغَبُونَ إِلَى الْقَتْلِ فِي سبِيلِ اللهِ ويَحْرِصُونَ عَلَيْهِ ويَتَعَرَّضُونَ لَهُ ، ويَتَحَمَّلُونَ الْمَشَقَّةَ وَالذُّلَّ فِي طَلَبِ الآخِرَةِ ولَيْسَ لَهُمْ مَقْصَدٌ سِوَاها ، وكانَ الْيَومُ حَالُنَا هَذَا إِنَّمَا نَحْنُ نَحْرِصُ عَلَى حُصُولِ الدُّنيا لِشِدَّةِ الرَّغْبَةِ فِيْها ونَتَفَكَّرُ فِيها ونَتَحَمَّلُ الْمَشَقَّةَ وَالذُّلَّ فِي طَلَبِ الدُّنيا ولا نَسْتَعِدُّ لِلآخِرَةِ.