عنوان الكتاب: موت أبي جهل

الإمداد بالملائكة

قالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رضي الله عنه: لَمَّا كانَ يَومُ بَدْرٍ نَظَرَ رسولُ اللهِ صلّى الله عليه وسلّم إِلَى الْمُشْرِكِينَ وهُمْ أَلْفٌ وأَصْحَابُهُ ثَلاثُ مِئَةٍ وتِسْعَةَ عَشَرَ رَجُلاً فَاسْتَقْبَلَ نَبِيُّ اللهِ صلَّى الله عليه وسلَّم اَلْقِبْلَةَ ، ثُمَّ مَدَّ يَدَيْهِ فَجَعَلَ يَهْتِفُ بِرَبِّهِ: ((اَللَّهُمَّ أَنْجِزْ لِي مَا وَعَدْتَنِي ، اَللَّهُمَّ آتِ مَا وَعَدْتَنِي ، اَللَّهُمَّ إِنْ تُهْلِكْ هَذِهِ الْعِصَابَةَ مِنْ أَهْلِ الإِسْلامِ لاَ تُعْبَدْ فِي الأَرْضِ)). فَمَا زَالَ يَهْتِفُ بِرَبِّهِ مَادًّا يَدَيْهِ مُسْتَقْبِلَ الْقِبْلَةِ حَتَّى سَقَطَ رِدَاؤُهُ عَنْ مَنْكِبَيْهِ ، فَأَتَاهُ أَبُو بَكْرٍ فَأَخَذَ رِدَاءَهُ فَأَلْقَاهُ عَلَى مَنْكِبَيْهِ ، ثُمَّ اِلْتَزَمَهُ مِنْ وَرَائِهِ ، وقالَ: يَا نَبِيَّ اللهِ ! كَفَاكَ مُنَاشَدَتُكَ رَبَّكَ فَإِنَّهُ سَيُنْجِزُ لَكَ مَا وَعَدَكَ، فَأَنْزَلَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ ﴿إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُمْ بِأَلْفٍ مِنْ الْمَلَائِكَةِ مُرْدِفِينَ [الأنفال: ٨/٩]. فَأَمَدَّهُ اللهُ بِالْمَلائِكَةِ([1]).

 



([1]) أخرجه مسلم بن الحجاج أبو الحسن القشيري النيسابوري (ت ٢٦١هـ) في "صحيحه"، كتاب الجهاد والسير، باب الإمداد بالملائكة في غزوة بدر وإباحة الغنائم، صـ٩٦٩، (١٧٦٣).




إنتقل إلى

عدد الصفحات

18