عنوان الكتاب: موت أبي جهل

الْخَمْرَ ، ومَعَ ذَلِكَ أَنَّ أَصْحَابَ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلّم غَلَبَتْ عَلَيْهِمُ السَّكِينَةُ وَالطَّمَأْنِينَةُ فِي الْقُلُوبِ ، وزَادَ خُلُوصُهُمْ مَعَ الاِبْتِلاءِ ، وبَذَلُوا الْجُهُودَ الْبارِزَةَ فِي جِهَادِ أَعْدَاءِ الإسْلامِ مِنْ غَيرِ مُبَالاةٍ بِسِلاحٍ وآلاتِ الْحَرْبِ وعِدَّةِ الْمُشْرِكِينَ ، ولَمْ يَكُنْ يَزِيدُهُمْ ذَلِكَ إِلاَّ إِيْمَانًا وتَسْلِيمًا، ومُضِيًّا عَلَى اللَّقَمِ وصَبْرًا عَلَى مَضَضِ الأَلَمِ.

أَيُّهَا الْمُسلِمُون ! اَلْعَزْمُ عَلَى الْحَرْبِ وبَذْلُ الْجُهُودِ فِي إِظْهارِ الْحَقِّ وإِزْهَاقِ الْباطِلِ ، وَالْحِرْصُ الْعَظِيمُ عَلَى الْجِهادِ لإِعْلاءِ كَلِمَةِ اللهِ تعالى وتَقْوِيضِ صُرَحِ الشِّركِ، وَالْجُرْأَةُ وَالشُّجَاعَةُ إِنَّمَا هِيَ مِنْ ثَمَرَاتِ دُعَاءِ النَّبِيِّ صلّى الله تعالى عليه وسلّم ، كَمَا رُوِيَ عَنْ عَلِيٍّ رضي الله تعالى عنه قالَ: مَا كانَ فِيْنَا فَارِسٌ يَوْمَ بَدْرٍ غَيْرُ الْمِقْدَادِ عَلَى فَرَسٍ أَبْلَقَ ولَقَدْ رَأَيْتُنَا ومَا فِيْنَا إِلاَّ نَائِمٌ إِلاَّ رَسُولَ اللهِ صلّى الله عليه وسلّم تَحْتَ سَمُرَةٍ يُصَلِّي ويَبْكِي حَتَّى أَصْبَحَ([1]).

 



([1]) ذكره البيهقي (ت ٤٥٨هـ) في "دلائل النبوة"، باب ما جاء في دعاء النبي صلّى الله تعالى عليه وسلم على المشركين... إلخ، ٣/٤٩.




إنتقل إلى

عدد الصفحات

18