عليه وآله وسلّم، قال: فأَكَبَّ عليه رَسُوْلُ الله صلّى الله تعالى عليه وآله وسلّم، فقَبَّلَه، وأَكَبَّ عليه الْمُسْلِمُوْنَ، ورَقَّ له رَسُوْلُ الله صلّى الله تعالى عليه وسلّم رِقَّةً شَدِيْدَةًً، فقال أَبُوْ بَكْرٍ: بأَبِي وأُمِّي يا رَسُوْلَ الله لَيْسَ بي بَأْسٌ إلاَّ ما نَالَ الْفَاسِقُ مِنْ وَجْهِي، وهذه أُمِّي يا رَسُوْلَ الله وأَنْتَ مُبَارَكٌ، فَادْعُهَا إلى الله عزّ وجلّ، وَادْعُ اللهَ لَهَا، عَسَى أنْ يَسْتَنْقِذَها بكَ من النَّارِ، قال: فدَعَا لها رَسُوْلُ الله صلّى الله تعالى عليه وآله وسلّم ثُمَّ دَعَاها إلى الله عزّ وجلّ، فأَسْلَمَتْ([1]).
صلّوا على الحبيب! صلّى الله تعالى على محمد
أخي الحبيب:
تِلْكَ شُجَاعَةُ سَيِّدِنا أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيْقِ رضي الله تعالى عنه لِدِيْنِ الإسْلاَمِ وقد تَحَمَّلَ الْمَصَائِبَ والشَّدَائِدَ في سبيلِ الإسلامِ وهكذا يَنْبَغِي على الْمُسْلِمِيْنَ، إذا عَرَضَتْ لأَحَدِهم مُصِيْبَةٌ عند السَّفَرِ في سبيلِ الله مع قافلةِ الْمَدِيْنَةِ أو تعَلُّمِ دِيْنِ الإسلامِ: أن يَصْبِرَ لقَدْ وَقَفَ سَيِّدُنا أَبُوْ بَكْرٍ الصِّدِّيْقُ أَمَامَ الْمُشْرِكِيْنَ وَجْهًا لِوَجْهٍ وثبَتَ عِنْدَ النَّوَازِلِ، والْكَوَارِثِ، وعَرَضَ حَيَاتَه الْغَالِيَةَ لِلْخَطَرِ