اِزْدَادَ الْغَمُّ وَالْحُزْنُ على أَبِيْ بَكْرٍ الصِّدِّيْقِ رضي الله تعالى عنه، ولَمْ يَزَلْ على ذلك حتَّى ماتَ وقيل: إنَّ أَبَا بَكْرٍ الصِّدِّيْقَ وَالْحَارِثَ بْنَ كَلَدَةَ كانَا يَأْكُلاَنِ خَزِيْرَةً أُهْدِيَتْ لأَبِي بَكْرٍ، فقال الْحَارِثُ لأَبِي بَكْرٍ: اِرْفَعْ يَدَكَ يا خَلِيْفَةَ رَسُوْلِ الله والله إنَّ فِيْهَا لَسَمَّ سَنَةٍ وأنَا وأَنْتَ نَمُوْتُ في يَوْمٍ وَاحِدٍ قال: فرَفَعَ يَدَه فلَمْ يَزَالاَ عَلِيْلَيْنِ حتَّى مَاتَا في يَوْمٍ واحِدٍ عندَ انْقِضَاءِ السَّنَةِ([1])، ورَوَى الْحَاكِمُ عَن الشَّعْبِيِّ أنَّه قال: مَاذَا يَتَوَقَّعُ مِنْ هذِه الدُّنْيَا الدَّنِيَّةِ، وقد سُمَّ رَسُوْلُ الله صلّى الله تعالى عليه وآله وسلّم وسُمَّ أَبُوْ بَكْرٍ الصِّدِّيْقُ رضي الله تعالى عنه([2])، ويُمْكِنُ التَّوْفِيْقُ بَيْنَ هذه الأَقْوَالِ بأنّ هذه الأَسْبَابَ الثَّلاَثةَ قد اِجْتَمَعَتْ في يَوْمِ الوفاةِ([3]).
أخي الحبيب:
حُبُّ الدُّنْيَا أَعْمَى ولأَجْلِ حُبِّها قد سُمَّ رَسُوْلُ الله صلّى الله تعالى عليه وآله وسلّم وسُمَّ أَبُوْ بَكْرٍ الصِّدِّيْقُ رضي الله تعالى