وسلّم على نَفْسه ويَفْدِيه برُوْحِه وبِكُلِّ شَيْءٍ يَمْلِكُه ويُحِبَّ كُلَّ شَيْءٍ يُنْسَبُ إلَيْه فإذا قَضَى الإنْسَانُ حَيَاتَه هكَذَا جَعَلَ اللهُ الدُّنْيَا مُسَخَّرَةً لَهُ وذُكِرَ اسْمُه في السَّمَوَاتِ، وصارَ حَبِيْبَ الله وحَبِيْبَ رَسُوْلِ الله صلّى الله تعالى عليه وآله وسلّم.
ولكن للأسفِ الشَّدِيْدِ كَثِيْرٌ مِنَّا لا يَرْغَبُ في التَّأَسِّي بهَدْيِ النَّبِيِّ الْكَرِيْمِ صلّى الله تعالى عليه وآله وسلّم، وسُلُوْكِه وأَخْلاَقِه ولا يَتَمَسَّكُ بالقُدْوَةِ الْحَسَنَةِ بل يَتَشَبَّهُ بالْكُفَّارِ وتَقَالِيْدِهم ويَسْعَى وَرَاءَهم في الزَّيِّ والْهَيْئَةِ، ومِنْ ثَمَّ يَسْلُكُ بهذا طَرِيْقِ الذِّلَّةِ والْهَوَانِ.
صلّوا على الحبيب! صلّى الله تعالى على محمد
أخي الحبيب:
إنَّ الْمُحِبَّ لِمَن يُحِبُّ مُطِيْعٌ ومُسَارِعٌ إلى إِرْضَائِه ويَتْرُكُ مُخَالَفَتَه ويُؤْثِرُ مُحَابَّهُ على مُحَابِّهِ، وعَجَبًا مِمَّنْ يَدَّعِي حُبَّ الرَّسُوْلِ الْكَرِيْمِ صلّى الله تعالى عليه وآله وسلّم ولا يُطِيْعُه وَالْحَبِيْبُ الْمُصْطَفَى صلّى الله عليه وآله وسلّم يقول: «جُعِلَتْ قُرَّةُ عَيْنِي في الصَّلاَةِ»([1])، ونَحْنُ نَتْرُكُ الصَّلاَةَ عَمْدًا، ونَدَّعِي حُبَّه