متواضعاً خاشعاً مع الذلّة والانكسار والخشية والوقار، والهيبة والافتقار، خافض العين إلى قدامه، غير ملتفت إلى غير أمامه، مكفوف الأعضاء من الحركات التي هي غير مناسبة لمقامه فارغ القلب عمّن سوى مقصوده ومرامه، واضعاً يمينه على شماله، متأدّباً في حال إجلاله، مستقبلاً للوجه الكريم، مستدبراً للقبلة، واقفاً بعيداً على نحو أربعة أذرع من جدار القبر الشريف تأدّباً، ناظراً إلى الأرض، محترزاً عن إشغال النظر بما هناك من الزينة الظاهرة، متمثّلاً صورته الكريمة في خيالك، مستشعراً بأنّه عليه الصلاة والسلام عالمٌ بحضورك وقيامك وسلامك، وجميع أفعالك وأحوالك وخواطرك، مستحضراً عظمته وجلالته وشرفه وقدره صلّى الله تعالى عليه وسلّم، ثم يسلّم بدون أن يرفع صوته عالياً، بل يكون بين السرّ والجهر، تأدّباً معه صلّى الله عليه وسلّم.

ويقول الزائر بحضور قلب، وغضّ طرف وصوت وسكون جوارح وإطراق: السلامُ عليك أيّها النبي ورحمةُ الله وبركاتُه، السلامُ عليك يا رسول الله، السلامُ عليك يا