باب البلد قال: بسم الله ما شاء الله لا قوّة إلاّ بالله، وليكن متواضعاً بظاهره، متخشعاً بباطنه، معظماً لحرمتها، ممتلئاً من هيبة الحال بها، مستشعراً لعظمته صلّى الله تعالى عليه وسلّم، وحزيناً، متأسّفاً على فراقه وفوات رؤيته صلّى الله تعالى عليه وسلّم في الدنيا.
وإذا دخل البلد المعظم، بدأ بالمسجد المكرّم فيدخل المسجد مقدّماً رجله اليمنى مع غاية الخضوع والافتقار الظاهري ونهاية الخشوع والانكسار الباطني، ومع تزكية النفس وتطهير القلب عن الأخلاق المذمومة والرذائل الممقوتة، تائباً مما اقترفه من الذنوب غير مشتغل بالنظر إلى ما هناك، ثم يبدأ بتحية المسجد ركعتين.
وإذا فرغ من ذلك قصد التوجّه إلى القبر المقدّس وفرغ القلب من كلّ شيء من أمور الدنيا ونظفه من الوسخ والدنس، وأقبل بكليته لما هو بصدده، ليصلح قلبه للاستمداد من النبي الكريم صلّى الله عليه وسلّم ثم توجّه بالقلب مع رعاية غاية الأدب، فقام تجاه الوجه الشريف،