عنوان الكتاب: فضائل رمضان

أخي الحبيب:

هذا صريحٌ في أنّ الله عزّ وجلّ، قد رفَعَ العذابَ عن الْمُعَذَّبِيْن، إنّما هو بسبب الطَّاعات التي كانوا قد عَمِلُوْها في الدنيا: كَبِرِّ الوالدَيْن والوُضُوْء، والصلاة، والذِّكْر، والْحَجِّ، والعُمْرَة، وصِلَة الرَّحِم، والأَمْرِ بالْمَعرُوف والنَّهْي عن الْمُنكَر والصَّدَقة وحُسْنِ الْخُلُق والْجُوْد والْبُكَاء من خَشْيَةِ الله وحُسْنِ الظَّنّ بالله وغَيْرِها من الأَعْمالِ الصالحة. وإنّ الله تعالى هو المالِكُ المختار عَفْوُه واسِعٌ يَغْفِرُ لمن يشاء ويُعَذِّبُ مَنْ يشاء وكلُّ ذلك لِكَمَال عَدْلِه سبحانَه وتعالى، فإن شَاء، غفَر، وإن شاء أخَذ باليَسِيْر، وفي الحديث السابق تَنْبيهٌ، وإشَارةٌ إلى أنّ المسلم لا يَحْقِرَنَّ شيئاً، من الخير رُبّما يُسَبِّبُ له نَجَاةً، ولا يَحْقِرَنّ شيئاً من المعصية.

صلّوا على الحبيب !       صلّى الله تعالى على محمد

[١]: عن سيدِنا عمرِو بْنِ شُرَحْبِيْل رضي الله تعالى عنه قال: مات رجل، يرون أَنَّ عنده وَرَعاً فلما أُدْخِلَ قَبْرَه أَتَتْه الْمَلائِكةُ، فقالوا: إنّا جالِدُوْكَ مِئَةَ جَلْدَةٍ من عَذابِ الله، فقال: فِيْمَ تَجْلِدُوْني؟ فقَدْ كنتُ أَتَوَقَّى، وأَتَوَرَّعُ، فقيل: خَمْسُوْن، فلم يَزَالُوْا يُنَاقِصُوْن، حتّى صار إلى جَلْدَةٍ، فجُلِدَ فالْتَهَبَ القَبْرُ عليه ناراً وهَلَك الرَّجُلُ ثم أُعِيْدَ، فقال: فِيْمَ جَلَدْتُمُوْني؟ قالوا: صَلَّيْتَ يومًا وأنْتَ على غَيْرِ وُضُوْء ومَرَرْتَ بمَظْلُوْم يَسْتَغِيْثُ، فلَمْ تُغِثْه[1].


 



[1] "مصنف ابن أبي شيبة"، ٨/٢١٥، (١٣)، و"حلية الأولياء"، ٤/١٥٧، (٥١٠١).

 




إنتقل إلى

عدد الصفحات

59