التيارات الفكرية الهدامة ومواجهتها | محمد عرفان غجراتی


نشرت: يوم الجمعة،28-يناير-2022

التيارات الفكرية الهدامة ومواجهتها

أحمد: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، يا خالد! كيف حالك؟

خالد: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، أهلًا بك الحمد لله..

أحمد: هل تعرف أن من مشاكل الشباب في عصرنا الحاضر أنهم يتعرضون لتيارات خطيرة تفسد أخلاقهم وسلوكهم وعقيدتهم؟

خالد: بلى، وهي تيارات كثيرة ومتنوعة تحملها وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي عبر النت سواء كانت مسموعة أو مقروءة أو مرئية.

أحمد: نعم ويتأثر بها كثير من الشباب الذين لا يميزون بين الضار والنافع، وإن نتائج تلك التيارات خطيرة جدًّا؛ لأن معظم الشباب الآن قد تغيرت أخلاقهم فصاروا يقلدون الغرب في شعورهم وأفكارهم وحركاتهم ولباسهم.

خالد: صحيح وفي أغلب هذه الأفكار الدس الكثير لإفساد عقيدتهم فهناك شباب مسلمون قد تحولوا إلى الإلحاد، أو إلى الكفر والضلالة وغير ذلك من العقائد الفاسدة والأفكار الهدّامة.

أحمد: والأمر المؤسف أنه ليس لديهم من الحصانة والعلم ما يدركون به هذه الشبهات المدسوسة والدعايات الضالة المضلِّلة فإنهم يتقبلون ما يصل إليهم.

خالد: ومن أكبر المشاكل في عصرنا الحروب التي اندلعت في العالم الإسلامي، وفي البلاد العربية وغير العربية حتى اضطر كثير من المسلمين مع أسرهم إلى السفر إلى البلاد الكافرة المنحرفة التي ضاعت فيها أخلاقهم وقيمهم وفسدت عقائدهم وأفكارهم وسلوكياتهم.

أحمد: وذلك لأنهم يعيشون هناك ويخالطون أهل تلك البلاد فيشاهدونها بما فيها، يشاهدون الأفكار الفاسدة والإباحية ولا سيما الشباب منهم حيث لا يدركون أخطارها وهم في ريعان شبابهم فسرعان ما يتغير فيهم كثير من دينهم وعقيدتهم ومجتمعهم المسلم ويعودون صفر اليدين.

خالد: طبعا، وهذا من أسباب الانحراف الخُلقي والعقدي في شباب عصرنا وهو الهجرة والسفر إلى البلاد الكافرة التي تموج بالفساد وسائر المحرمات.

أحمد: لا تنس -أخي الحبيب– هناك سبب آخر ألا وهو الجهل بأحكام الشريعة الإسلامية وانتشاره بين شباب عصرنا، فكثيرٌ منهم يجهلون دينهم فلا يميزون بين الحلال والحرام فيتأثرون بهذه التيارات الخطيرة الهدامة تأثيرا بليغًا.

خالد: إذًا أمام كل هذا الواقع ما هو الحل والعلاج الناجح لمشاكل الشباب هؤلاء في رأيك؟ وكيف يمكنهم أن يبتعدوا عن هذه الأخطار ويتجنبوا طريق الأشرار ويحافظوا على دينهم وعقيدتهم؟

أحمد: يكمن حلها في تعليم الشباب وتربيتهم تربية حسنة دينية بأن تُملأ المناهج التعليمية بالعلوم الدينية النافعة التي تعلم الشباب العقيدة الصحيحة، والسيرة النبوية الشريفة، والأخلاق الطيبة، وأحكام الحلال والحرام في المعاملات، والمآكل والمشارب إلى جانب العلوم الكونية.

خالد: معناه لا بد من اختيار المعلِّمين الصالحين الماهرين الذين يجعلونهم يتسلحون بالعلم النافع فيميزون بين الطيب والخبيث، وبين الحق والباطل ويستطيعون أن يقاوموا الشبه التي تواجههم.

أحمد: نعم ولا بد من إنشاء المراكز والمعاهد التعليمية والمؤسسات العلمية والمدارس والجامعات، ولقاء الشباب بالعلماء والمشايخ من خلال الندوات، والمذاكرات العلمية التربوية المفتوحة للإجابة على مشاكلهم في المساجد وغيرها.

خالد: وهذا يحتاج لنشر جميع النشاطات التعليمية والتربوية الدعوية عبر وسائل الإعلام الحديثة ومشاركتها مع الآخرين ليعم النفع بها.

أحمد: بلا شك، أخي خالد! وهنا دعني أذكر الحديث الصحيح الذي رواه أبو هريرة عن النّبيّ ﷺ قال:

سبعةٌ يُظِلُّهم اللَّه في ظلّه يومَ لا ظلّ إلّا ظلّه -وفيه:- وشابّ نشأ في عبادة الله. (متفق عليه)

خالد: وكذلك ما رواه الإمام أحمد والطبراني رحمهما الله تعالى عن عقبة بن عامر رضي الله تعالى عنه أن النبي ﷺ قال

"يَعْجَب ربُّك من الشاب ليست له صَبوة".

والصَّبوة هي الْمَيل والانحراف ومعنى الحديث أن الله تعالى راض عن الشاب الذي نشأ على الخير واجتناب الشَّرِّ.

أحمد: طبعًا ومثل هذه الأحاديث المباركة تحث الشباب المسلمين على الأعمال الصالحة في عنفوان شبابهم وزمن قوتهم وعلى ابتعاد المعاصي والذنوب ابتغاء مرضاة الله تعالى وفيه بشارة عظيمة لهم وهي رضا الله تعالى.

خالد: لا شك أن على الشباب المسلم دورًا مهمًّا، وأعمالًا ونشاطات بالغة الأهمية لينهضوا بأنفسهم تجاه ما يراد بهم، وليكونوا حرَّاسًا وخدامًا لهذا الدين.

أحمد: إن وجود الشباب في الأمّة بمثابة العمود الفقري الذي يشكل الحيوية والحركة، إذْ لديهم الطاقة المنتجة والعطاء المتجدد ولم تنهض أمّة من الأمم إلّا على أكتاف شبابها الواعي وحماسته المتجددة.

خالد: إذنْ لأجل هذا علِم أعداء الإسلام هذه الحقيقة، فسعوْا لوضع العوائق في طريقهم أو تغيير اتجاههم لفصلهم عن دينهم وإبعادهم عن علمائهم.

أحمد: نعم! نعم! وهنا لا بد من شيءٍ هام ألا وهو التفاف الشباب حول علمائهم والرجوع إليهم إن كانوا لا يعلمون. وقد قال الله تعالى:

﴿وَإِذَا جَآءَهُمۡ أَمۡرٞ مِّنَ ٱلۡأَمۡنِ أَوِ ٱلۡخَوۡفِ أَذَاعُواْ بِهِۦۖ وَلَوۡ رَدُّوهُ إِلَى ٱلرَّسُولِ وَإِلَىٰٓ أُوْلِي ٱلۡأَمۡرِ مِنۡهُمۡ لَعَلِمَهُ ٱلَّذِينَ يَسۡتَنۢبِطُونَهُۥ مِنۡهُمۡۗ وَلَوۡلَا فَضۡلُ ٱللَّهِ عَلَيۡكُمۡ وَرَحۡمَتُهُۥ لَٱتَّبَعۡتُمُ ٱلشَّيۡطَٰنَ إِلَّا قَلِيلٗا ٨٣﴾

خالد :صحيح أخي أحمد! فعندما يسير الشاب المسلم على طريق الهداية بتوجيه العلماء الربانيين ممن لهم علم واسع وتجارب نافعة يهتدي بنصحهم ويعمل بمشورتهم فيُرجى أن يكون بعد ذلك أكثر نفعًا لأمته، ودينه فلا يَضل ولا يُضل.

أحمد: وعلى الشاب أن يكون عزمه بعد إصلاح نفسه إصلاحُ الآخرين ودعوة الناس إلى رب العالمين وليحذر أن يكون داعية سوءٍ يتصرف بحماقة فلن يصغي إليه أحد لما يقول فيكون عليه وزر نفسه وأوزار الآخرين.

خالد: ما أحسن ما قيل: إن في صلاح الشباب صلاحًا للأمة وإن في فسادهم فسادًا لها فهم القوة المتحركة في المجتمع.

أحمد: طبعًا، إن الشباب هم رجال الغد وآباء المستقبل وعليهم مهمة تربية الأجيال القادمة وإليهم تؤول قيادة الأمة في جميع مجالاتها فهذا الصدّيق رضي الله عنه لم يتجاوز السابعة والثلاثين، وهذا عمر رضي الله عنه لم يتجاوز السابعة والعشرين، وهذا عثمان رضي الله عنه لم يتجاوز الرابعة والثلاثين، وعلي رضي الله عنه لم يتجاوز العاشرة، وكذلك بقية العشرة المبشرين بالجنة رضي الله عنهم: طلحة بن عبيد الله لم يتجاوز الرابعة عشرة، والزبير بن العوام لم يتجاوز السادسة عشرة وسعد بن أبي وقاص لم يتجاوز السابعة عشرة، وسعيد بن زيد لم يتجاوز الخامسة عشرة، وأبو عبيدة لم يتجاوز سبعًا وعشرين، وعبد الرحمن بن عوف لم يتجاوز الثلاثين رضي الله تعالى عليهم أجمعين.

أحمد: الله أكبر الله أكبر. لقد أفدتَّني يا أحمد! بكل ما تفضلت به فشكرًا كثيرًا لك على هذه المعلومات المفيدة الطيبة.

للاطلاع على مثل هذه المقالات المفيدة ليس عليك إلا زيارة هذا الموقع
#مركز_الدعوة_الاسلامية
#مركز_الدعوة_الإسلامية
#الدعوة_الإسلامية
#مركز_فيضان_المدينة
#مؤسسة_مركز_الدعوة_الإسلامية

تعليقات



رمز الحماية