فضلُ اتباعِ السُنَّة النبوية الشريفة | الشيخ محمد عمران عطاري


نشرت: يوم الجمعة،04-فبراير-2022

فضلُ اتباعِ السُنَّة النبوية الشريفة

شيخُ الحنابلة أبو الحسن علي بن الحسين العُكْبَري رحمه الله تعالى كان عالِمًا وَرِعًا تَقِيًّا، وقد تُوُفِّي في شهر رمضان المبارك وهو يُصلّي، قال: رأيتُ هِبَة الله الطبري رحمه الله في النوم، فقلتُ: ما فعل الله بك؟ قال: غفر لي. قلتُ: بماذا؟ فقال كلمةً خفيّةً: بالسنّة.

أيّها الأحبّة! من علامات المحبِّ الصادقِ لِرَسول الله ﷺ أنْ يقضيَ حياتَه مَع سُنَن رسول الله ﷺ ويسيرُ عليها، بل يحرِص كلَّ الحرص على تتبّع السُنَّة الكريمة ليفوزَ في الدنيا والآخرة، اِتّباعُ السُنَّة نعمةٌ كبيرةٌ وباعثٌ للبركةِ والثواب وهجرها خَسارةٌ عظيمةٌ.

بركةُ اتّباعِ السُنَّة النبوية:

  1. اتّباع السنّة من علاماتِ المحبَّة الكاملةِ للرسول ﷺ.
  2. اتّباع السنّة سببٌ لدُخول الجنة.
  3. المتمسّك بالسنّة يكون رفيقَ النبيّ ﷺ في الجنَّة.
  4. من يتمسّك بالسنّة عند شُيُوع البِدَع والْمُنكَرات نَالَ أجرَ ١٠٠ شهيدٍ.
  5. المتمسّك بالسنّة يكون تحتَ ظلِّ عرشِ الرحمن يومَ القيامة.
  6. من يتّبع السنّةَ ويعلّمها الآخرين يَنَلْ دعوة النبيِّ ﷺ له بالرَّحمة حين دعا ثلاثَ مَرَّاتٍ وجعله خليفتَه في الدنيا.

أضرارُ تركِ السنّة النبوية:

  1. تاركُ السنّة المؤكَّدة يستحقّ لعنة الله ورسوله ﷺ.
  2. المتهاون بالسنّة المؤكَّدة واردٌ في حقه وعيدٌ بالحِرْمان من شفاعته ﷺ.
  3. يأثَمُ الْمُصِرُّ على تركِ السنّة المؤكَّدة ويكون فاسقًا.
  4. تركُ السنة باعثٌ على الضّلال.
  5. يُخشى على تارك السنّة سوء الخاتمة.
  6. تارك السُنَّة استخفافًا أو استهزاءً كافرٌ ملعون.
  7. حرصُ السلف الصالح على اتّباع السنّة النبوية الشريفة:

    كان الصحابةُ رضوان الله عليهم أجمعين حريصِيْن على التمسُّك بسنّة رسول الله ﷺ، وتوجيهاته، ودائمًا كانوا يَبحثون عن أَسالِيْب اتّباعِها، فمثلًا:

    عَنْ عَلِيِّ بْنِ رَبِيعَةَ رحمه الله، قَالَ:

    شَهِدْتُ عَلِيًّا، أُتِيَ بِدَابَّةٍ لِيَرْكَبَهَا، فَلَمَّا وَضَعَ رِجْلَهُ فِي الرِّكَابِ، قَالَ: «بِسْمِ اللَّهِ» ثَلَاثًا، فَلَمَّا اسْتَوَى عَلَى ظَهْرِهَا، قَالَ: «الحَمْدُ لِلَّهِ»، ثُمَّ قَالَ:

    ﴿سُبۡحَٰنَ ٱلَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَٰذَا وَمَا كُنَّا لَهُۥ مُقۡرِنِينَ ١٣ وَإِنَّآ إِلَىٰ رَبِّنَا لَمُنقَلِبُونَ ١٤﴾

    ثُمَّ قَالَ:

    «الحَمْدُ لِلَّهِ» ثَلَاثًا، «اللَّهُ أَكْبَرُ» ثَلَاثًا، «سُبْحَانَكَ إِنِّي قَدْ ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي، فَإِنَّهُ لَا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا أَنْتَ»، ثُمَّ ضَحِكَ. فَقُلْتُ: مِنْ أَيِّ شَيْءٍ ضَحِكْتَ يَا أَمِيرَ المُؤْمِنِينَ؟ قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَنَعَ كَمَا صَنَعْتُ.

    عن سالمٍ رضي الله عنه، أنّ ابنَ عمرَ رضي الله عنه، كان يقول للرجل إذا أراد سَفَرًا:

    أَنِ ادْنُ مِنِّي أُوَدِّعْك كما كان رسول الله ﷺ يُوَدِّعُنا، فيقول: أَسْتودِع اللّهَ دينك، وأمانتَك، وخواتيمَ عملِك.

    قَال يَزِيدُ بْنُ أَبِي عُبَيْدٍ رضي الله عنه:

    كُنْتُ آتِي مَعَ سَلَمَةَ بْنِ الأَكْوَعِ رضي الله عنه فَيُصَلِّي عِنْدَ الأُسْطُوَانَةِ الَّتِي عِنْدَ المُصْحَفِ، فَقُلْتُ: يَا أَبَا مُسْلِمٍ، أَرَاكَ تَتَحَرَّى الصَّلاَةَ عِنْدَ هَذِهِ الأُسْطُوَانَةِ، قَالَ: فَإِنِّي رَأَيْتُ النَّبِيّ ﷺ يَتَحَرَّى الصَّلاَةَ عِنْدَهَا.

    وهكذا كان السّلفُ الصالح من بعدهم على نفس هذا الْحرصِ فيتتبّع السنّة والعمل بمقتضاها، ومما ورد عن بعضهم:

    عن الشبلي رحمه الله تعالى أنّه احتاج إلى سِواك وقت الوضوء فلم يجده، فبذل فيه نحوَ دينارٍ حتّى تسوّك به ولم يتركْه في وضوء، فاستكثر بعضُ الناس بذلَ ذلك المال في سِواكٍ، فقال: إنّ الدنيا كلَّها لا تساوي عند الله جَناحَ بَعوضة، فماذا يكون جوابي إذا قال لي لِمَ تركتَ سنّةَ نبيّي ﷺ؟.

    الشيخ أحمد السرهندي رحمه الله تعالى مجدّد الأَلْف الثاني كان يقول لأَصْدِقائه: زمنُنا ابتعدَ عن عهدِ الرسول ﷺ كثيرًا وفسد أيضًا، إضافة لذلك كثرت جدًّا ظَلمات البِدَع والفُجُور، ولا يمكن للمرء أن يجدَ سبيلَ الخَلاص من هذه الظُّلُمات بدون ضياءِ سراج السنّة الكريمة.

    كان الشّيخ حافظ الْملّة السيّد عبد العزيز المحدّث الْمُراد آبادي رحمه الله تعالى يهتمّ بالسّنن في شُؤُوْنِ حَيَاتِه كلِّها، فذَاتَ مَرَّةٍ جُرحتْ قَدَمُه اليمنى في الشّتاء وهو يلبس الخُفّيْنِ، فلمّا أُحضر له العلاجُ بدأ بالْيسرى عند الخَلْعِ فقِيْلَ له: إنّ الأَلَمَ في رِجْلِك اليمنى، فلِمَ تَنْزِعُ الْخفّ مِنْ رِجْلِك اليسرى؟ رَدَّ عليه الشّيخُ، فقال: إنّ مِنَ السّنّة الابتداءَ بالْقَدَمِ الْيسرى عِنْدَ الْخَلْعِ.

    عزيزي القارئ! هناك سُنَنٌ كثيرة لسيدنا وحبيبنا محمّد المصطفى ﷺ يمكن للمحبّ الاهتمام بها ومتابعتها بسيطة وبجهدٍ قليل، فعلى سبيل المثال ينبغي أنْ تغسِلَ يديْك إلى الرُسْغَين قبلَ تناوُلِ الطعام وبعدَه، وأنْ تأكلَ الطعامَ بإِحدى الطُّرُق الثلاثة المذكورةِ في كُتُب الشمائل بأن تأكل وأنتَ جالسٌ على الأرض، وأنْ تأكلَ بيدك اليمنى، وأنْ تشرَبَ الماءَ باليد اليمنى وأنت جالس، وكلّما مررتَ على الناس فسَلِّمْ عليهم تحيّةَ الإسلام سواءً كنتَ في المكتب أو في المدرسة، أو الكلّية، أو المعهد الشرعيّ، أو الحافلة والقطار وفي الطريق أثناءَ الذهاب والإياب وهم جالسون على الأرض أو قائمون، وإذا أردتَّ المصافحةَ فلتصافحْ بكلتا يديك، وإن أردتَّ النَّوم فاضْطجعْ على الهيئة المسنونة على الجانب الأَيْمَن، وهكذا ينبغي لك أن تحاول في متابعة السنن الأخرى بنيّة متابعة الحبيب الأعظم ﷺ، اَللّهمّ إنّا نسألك اتّباعَ سنّة نبيّك المصطفى واجْعَلْنا بها متمسّكين، وأَحْيِنا عليها وأَمِتْنا عليها يا ربّ العالمين.

    للاطلاع على مثل هذه المقالات المفيدة ليس عليك إلا زيارة هذا الموقع
    #مركز_الدعوة_الاسلامية
    #مركز_الدعوة_الإسلامية
    #الدعوة_الإسلامية
    #مركز_فيضان_المدينة
    #مؤسسة_مركز_الدعوة_الإسلامية

تعليقات



رمز الحماية