مدونات مختارة
الأكثر شهرة
أضرار الألعاب الإلكترونية على الأطفال (الجزء الثاني) | عبد الباسط محمد
في الجزء الأول من الحديث عن أضرار الألعاب الإلكترونية على الأطفال، دار حديثٌ لطيف ومميّز بين طلاب الصف السابع وأستاذهم في مادة المعلوماتية، وهذا الحوار كان بنَّاءً ومفيدًا، حيث تكلّم كلُّ واحدٍ من الطلبة، ما يحصل على أرض الواقع، وطلبوا من أستاذهم المخلص النصائح المفيدة، للتخفيف من استخدام الألعاب الإلكترونية وأضرارها، لا سيما على الأطفال والشباب، وفعلاً تمَّ حصر سلبيات هذه الألعاب وبيَّن الأستاذ بمشاركة طلّابه مفاسدها على الفرد والمجتمع.
وفي الجزء الثاني من الحديث عن أضرار هذه الألعاب، سنتحدّث عن أهم المخالفات الشرعية والأخلاقية لهذه الألعاب، ومفاسدها على دين الفرد وعقيدته، وبعد ذلك نعرّج على أهم التوصيات والنصائح التي اقترحها المختصون في هذا المجال، للحدّ من خطرها... سنكون منطقيين في الحديث عن بعض المخالفات الشرعيّة الموجودة في معظم الألعاب الإلكترونية، وفي المحصِّلة لها مفاسدها وأضرارها على عقيدة المسلم، ودينه، لا سيما الأطفال والشباب.
فالسمَةُ العامّة لهذه الألعاب، وجود المخالفات الشرعية فيها سواءً كانت عقَدية أو أخلاقية، سنذكر بعض هذه المخالفات.
الغاية من ذلك هو التنبيه إلى مفاسدها وأخطارها على الأطفال خصوصًا، وعلى أفراد المجتمع عمومًا، عسانا أن نكون وسيلةً للإقلاع عن استخدامها.
من أبرز هذه المخالفات:
1. تصوير آلهة (باطلة) وكأنّها نازلة من السماء، وذات أجسام كبيرة، تعالى الله عمّا يفعلون علوًّا كبيرًا.
2. تحتوي على برامج تشجّع على قتل المسلمين! فتجد أنّ المستهدف في اللعبة بالقتل يشارُ إليه بأنّه عدوّ، ويجب قتله دون تباطؤ وهذا العدوّ يردّد: "الله أكبر" أو ينطق الشهادة، أو ما شابه ذلك، فالمستهدف همُ المسلمون.
3. تمزيق الكتب الدينيّة والمشي عليها! وكل ذلك في تصويرٍ دقيقٍ ومحاكاة واضحة.
4. التشبّه بالكفار والتسمية بأسمائهم، بل ومحبتهم!؛ لأنّه أثناء ممارسة اللعب، أكثر اللّاعبين يسمّون أنفسهم بأسماء الممثلين والمطربين، والمشاهير من غير المسلمين، ويضع هذا الاسم على الشخصيّة التي يلعب من خلالها، وتقليدهم في لبس السلاسل، وقصّات الشعر، وغير ذلك. "ولعبة كرة القدم (الإلكترونية) مثالاً واضحًا على ذلك".
5. وجود الأصنام في عدد من الألعاب، كخلفيّة للعبة، أو منظرٍ في الطريق، أو تُحفةٍ في المنزل وما شابه ذلك.
وأمّا المخالفات التي تتعلق بأخلاق المسلم، الموجودة في هذه الألعاب نذكر منها على سبيل المثال
أ. انتشار البارات والمراقص على جنبات طريق اللّعبة، منها: ما هو مغلق وما هو مفتوح، ويستطيع اللّاعب أن يدخل فيها ويشاهد الخمور، والعريّ والراقصات... هذا واقع لا بدّ من أن نبيّنه وأن نحذر منه.
ب. يمكن للشاب أو الطفل أن يتحكّم بشخصيه اللّاعب الذي يريد أن يلعب معه رجلاً كان أو امرأة، فيستطيع تغيير كافة أجزاء الجسم.
جـ. ظهور صور حقيقية للنّساء يقمْنَ بالرقص خلال مراحل اللّعبة.
د. انتشار السبّ والشتم بين الشخصيات أثناء اللّعب، سواءً كانت هذه الكلمات باللغة العربية أو غيرها... لا شك أن هذه المخالفات سيكون لها نتائج سلوكيّة سيئة على المجتمع وخاصة الأطفال والشباب أكَّد وقوعها المختصون.
ــ من هذه الآثار:
• تنامي روح العنف والعِداء وحبّ الانتقام والمشاجرات لدى اللّاعب في حياته اليومية.
• التهور في قيادة العربات (السيّارات) أو الدرّاجات لدى معظم الشباب والبالغين الذين يكثرون من اللّعب الإلكتروني.
• التساهل في انتشار ظواهر الكتابة في الأماكن العامة وعلى الجدران وخَلْق الضوضاء لأتفه الأسباب.
• التشجيع على التحرش بالنّساء!
• حبّ العزلة لدى الأطفال والبالغين، الذين يكثرون من ممارسة هذه الألعاب.
كيفيّة الحدّ من خطر ومفاسد هذه الألعاب:
بعد ذكر أضرار هذه الألعاب وخطرها على الأطفال والشباب، لا بدّ من تحديد وجمع الوسائل التي تساعد على التخفيف أو تجنّب هذه الأضرار بقدر الإمكان على أبنائنا ومجتمعاتنا، فينبغي أن تتضافر الجهود والأدوار لتحقيق هذا الهدف المنشود.
فهناك دور الأسرة، ودور المسجد، ودور المدرسة، ودور السلطة.
أولاً: دور الأسرة:
تعدُّ الأسرة خط الدفاع الأوّل في المحافظة على فلذّات أكبادنا، وعلى تقاليدنا المستمدّة من القيّم الإسلامية السمحة، فلا بدّ للوالدين من إدراك مخاطر وسلبيات هذه الألعاب أولاً، ثمّ نقلها بالحكمة إلى الأبناء لنزرع مكانها القيم والمبادئ، من خلال تربيتهم تربيةً واعيةً، بالمراقبة المستمرة، ولا مانع للأهل من شراء الألعاب التربوية شريطة أن يكون محتواها مفيدًا ليست فيه مخالفات شرعية، والابتعاد عن شراء الألعاب التي تفسد العقل والبدن والعقيدة، ونوجِّه أولادنا لشراء الألعاب التي تنمّي الذوق والذكاء...
أو نساعدهم في تفريغ طاقاتهم من خلال ممارسة الألعاب الرياضيّة المختلفة، الخالية من الاختلاط،
وليس فيها إخلال بالآداب.
ثانيًا: دور المسجد:
من خلال إقامة الدروس والخُطب التي تركِّز على ربط أبنائنا بالمسجد، فنذكر لهم كيف كان شباب المسلمين وأولادهم في عهود الازدهار، ونبيّن لهم أسباب تراجع فئة الشباب، فنزرع فيهم الإيمان ونقوّيه بكلّ الوسائل الحكيمة، ونحاول أن نملأ أوقات فراغهم بفعاليات ونشاطات تفيدهم في الدنيا وفي الآخرة، كما يحدث في بعض البلدان الإسلامية.
فمن خلال المسجد ننظّم نشاطات وفعاليات ومسابقات، تشجع أبناءنا على التمسّك بالدّين فعلى سبيل المثال: من يحضر من الشباب والأطفال، صلاة الفجر مع الجماعة أربعين يومًا متتالية دون انقطاع إلاّ بعذر نأخذه إلى العمرة، أو نعطيه هديّة تناسب الجهد الذي قدّمه، ومن يحفظ جزءًا من القرآن له كذا وكذا... بالإضافة إلى توعية أولياء الأمور، وترغيبهم في تنشيط أبنائهم على ذلك.
ثالثًا: دور المدرسة:
يتمثل بتوعية المجتمع المدرسيّ بأضرار استخدام هذه الألعاب، ذات المحتوى السلبيّ على الصعيد الصحيّ والسلوك النفسيّ، والتربويّ، وإقناع الطلبة بعدم شراء تلك الألعاب التي يتعارض الكثير منها مع قيم وأخلاق المجتمع، ومصادرة الألعاب التي يتم ضبطها مع الطلبة أثناء الدوام المدرسيّ، وخاصة تلك التي تساعد على الانحراف الاجتماعي، ومن ثمّ الإكثار من النشاطات المختلفة للطلبة، التي تساعد على امتصاص طاقاتهم وتحويل المدارس إلى مراكز ونشاطات ثقافية متنوعة أثناء العطل الصيفية.
رابعًا: دور السلطة (أجهزة الرقابة):
ينبغي على الحكومة "التحرّي المستمر عن أداء مراكز الألعاب"، و"مراقبة ما تقدّمه من ألعاب ضارّة تتّسم بالعنف".
و"تساعد على الانحراف"، و"تتعارض مع أخلاق وقيم المجتمع".
لذا من الضروري وضع قوانين، وتعليمات تمنع دخول الأطفال إلى مراكز وصالات الألعاب الإلكترونية الفاسدة، واتخاذ اجراءات في حقّ المراكز المخالفة لذلك.
بالتّزامن مع اتخاذ الخطوات المادّية والمعنويّة الّلازمة، من أجل إقامة البحوث والدراسات لملء أوقات الطلبة بما يفيدهم ويفيد مجتمعهم، وإيجاد البدائل المناسبة من الألعاب التي تتوافق مع مبادئنا ومعتقداتنا.
نسأل الله تعالى أن نكون على قدْرِ المسؤولية في التخفيف من آثار هذه المشكلة التي تواجهنا، كل واحدٍ من مكانه، كآباء وأمهات، وطلاب علمٍ، ومربّين إنّه سميعٌ مجيب.
اللهم احفظ أولادنا وأولاد المسلمين، ووجههم إلى ما فيه الخير والصلاح لهم، ولأمتهم، ولدينهم، يا ذا الجلال والإكرام.
#مركز_الدعوة_الاسلامية
#مركز_الدعوة_الإسلامية
#الدعوة_الإسلامية
#مجلة_نفحات_المدينة
#نفحات_المدينة
#مجلة_فصلية
تعليقات