عنوان الكتاب: سنن أبي داود الجزء الأول

خرجنا مع رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم موافين هلال ذي الحجة، فلما كان بذي الحليفة قال: "من شاء أن يهلَّ بحجٍ فليهلَّ، ومن شاء أن يهلَّ بعمرةٍ فليهلّ بعمرةٍ" قال موسى في حديث وهيب "فإِنِّي لولا أنِّي أهديت لأهللت بعمرةٍ" وقال في حديث حماد بن سلمة "وأما أنا فأهلُّ بالحجِّ فإِنَّ معي الهدي" ثم اتفقوا: فكنت فيمن أهلَّ بعمرة، فلما كان في بعض الطريق حضت، فدخل عليَّ رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم وأنا أبكي، فقال: "مايبكيك؟" قلت: وددت أنِّي لم أكن خرجت العام، قال: "ارفضي عمرتك، وانقُضِي رأسك، وامتشطي" قال موسى: "وأهلِّي بالحجِّ" وقال سليمان: "واصنعي ما يصنع المسلمون في حجِّهم" فلما كان ليلة الصدر أمر يعني رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم عبد الرحمن، فذهب بها إلى التنعيم؛ زاد موسى: فأهلَّت بعمرة مكان عمرتها وطافت بالبيت، فقضى اللّه عمرتها وحجها.

قال هشام: ولم يكن في شىء من ذلك هَدْيٌ.

[قال أبو داود]: زاد موسى في حديث حماد بن سلمة: "فلما كانت ليلة البطحاء طهرت عائشة [رضي اللّه عنها]"!

1779ـ حدثنا القعنبي عبد اللّه بن مسلمة، عن مالك، عن أبي الأسود محمد بن عبد الرحمن بن نوفل، عن عروة بن الزبير، عن عائشة زوج النبي صلى اللّه عليه وسلم قالت:

خرجنا مع رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم عام حَجّة الوداع، فمنّا من أهلَّ بعمرة، ومنا من أهلَّ بحج وعمرة، ومنا من أهلَّ بالحج، وأهلَّ رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم بالحج، فأما من أهل بالحج أو جمع الحج والعمرة فلم يُحلُّوا حتى كان يوم النحر.

1780ـ حدثنا ابن السرح، أخبرنا ابن وهب، أخبرني مالك، عن أبي الأسود مثله، زاد: فأما من أهلَّ بعمرة فأَحَلَّ.

1781ـ حدثنا القعنبي، عن مالك، عن ابن شهاب، عن عروة بن الزبير، عن عائشة زوج النبي صلى اللّه عليه وسلم أنها قالت:

خرجنا مع رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم في حجة الوداع، فأهللنا بعمرة، ثم قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: "من كان معه هديٌ فليهلَّ بالحجِّ مع العمرة ثم لا يحلُّ حتى يحلَّ منهما جميعاً" فقدمت مكة وأنا حائض، ولم أطف بالبيت، ولا بين الصفا والمروة، فشكوت ذلك إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم فقال: "انقضي رأسك، وامتشطي وأهلِّي بالحجِّ، ودعي العمرة" قالت: ففعلت، فلما قضينا الحج أرسلني رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم مع عبد الرحمن بن أبي بكر إلى التنعيم، فاعتمرت فقال: "هذه مكان عمرتك" قالت: فطاف الذين أهلُّوا بالعمرة بالبيت، وبين الصفا والمروة ثم حلُّوا، ثم طافوا طوافاً آخر بعد أن رجعوا من منًى لحجهم، وأما الذين كانوا جمعوا الحج والعمرة فإِنما طافوا طوافاً واحداً.

 




إنتقل إلى

عدد الصفحات

406