عنوان الكتاب: سنن الدارمي المجلد الأول

له سليمان أرفع إلينا حوائجك قال تنجيني من النار وتدخلني الجنة قال سليمان ليس ذاك إلي قال أبو حازم فمالي إليك حاجة غيرها قال فادع لي قال أبو حازم اللهم ان كان سليمان وليك فيسره لخير الدنيا والآخرة وان كان عدوك فخذ بناصيته إلى ما تحب وترضى قال له سليمان قط قال أبو حازم قد أوجزت وأكثرت ان كنت من أهله وان لم تكن من أهله فما ينفعني ان أرمي عن قوس ليس لها وتر قال سليمان أوصي قال سأوصيك وأوجز عظم ربك ونزهه ان يراك حيث نهاك ويفقدك حيث أمرك فلما خرج من عنده بعث إليه بمائة دينار وكتب إليه ان أنفقها ولك عندي مثلها كثير قال فردها عليه وكتب إليه يا أمير المؤمنين أعيذك بالله ان يكون سؤالك إياي هزلا أو ردي عليك بذل وما أرضاها لك فكيف أرضاها لنفسي وكتب إليه ان موسى بن عمران لما { ورد ماء مدين وجد }  عليها رعاء { يسقون ووجد من دونهم }  جاريتين تزودان فسألهما فقالتا { لا نسقي حتى يصدر الرعاء وأبونا شيخ كبير فسقى لهما ثم تولى إلى الظل فقال رب إني لما أنزلت إلي من خير فقير }  وذلك انه كان جائعا خائفا لا يأمن فسأل ربه ولم يسأل الناس فلم يفطن الرعاء وفطنت الجاريتان فلما رجعتا إلى أبيهما أخبرتاه بالقصة وبقوله فقال أبوهما وهو شعيب هذا رجل جائع فقال لإحداهما فادعيه فلما أتته عظمته وغطت وجهها وقالت { إن أبي يدعوك ليجزيك أجر ما سقيت لنا } فشق على موسى حين ذكرت { أجر ما سقيت لنا } ولم يجد بدا من ان يتبعها انه كان بين الجبال جائعا مستوحشا فلما تبعها هبت الريح فجعلت تصفق ثيابها على ظهرها فتصف له عجيزتها وكانت ذات عجز وجعل موسى يعرض مرة ويغض أخرى فلما عيل صبره ناداها يا أمة الله كوني خلفي وأريني السمت بقولك ذا فلما دخل على شعيب إذ هو بالعشاء مهيأ فقال له شعيب اجلس يا شاب فتعش فقال له موسى أعوذ بالله فقال له شعيب لم أما أنت جائع قال بلى ولكني أخاف ان يكون هذا عوضا لما سقيت لهما وأنا من أهل بيت لا نبيع شيئا من ديننا بملء الأرض ذهبا فقال له شعيب لا يا شاب ولكنها عادتي وعادة آبائي نقريء الضيف ونطعم الطعام فجلس موسى فأكل ان كانت هذه المائة دينار عوضا لما حدثت فالميتة والدم ولحم الخنزير في حال الاضطرار أحل من هذه وان كان لحق في بيت المال فلي فيها نظراء فإن ساويت بيننا وإلا فليس لي فيها حاجة

 

 [ 648 ] أخبرنا أبو عثمان البصري عن عبد العزيز بن مسلم القسملي انا زيد العمي عن بعض الفقهاء انه قال يا صاحب العلم اعمل بعلمك وأعط فضل مالك واحبس الفضل من قولك الا بشيء من الحديث ينفعك عند ربك يا صاحب العلم ان الذي علمت ثم لم تعمل به قاطع حجتك ومعذرتك




إنتقل إلى

عدد الصفحات

307