عن ربك إذا لقيته يا صاحب العلم ان الذي أمرت به من طاعة الله ليشغلك عما نهيت عنه من معصية الله يا صاحب العلم لا تكونن قويا في عمل غيرك ضعيفا في عمل نفسك يا صاحب العلم لا يشغلنك الذي لغيرك عن الذي لك يا صاحب العلم عظم العلماء وزاحمهم واستمع منهم ودع منازعتهم يا صاحب العلم عظم العلماء لعلمهم وصغر الجهال لجهلهم ولا تباعدهم وقربهم وعلمهم يا صاحب العلم لا تحدث بحديث في مجلس حتى تفهمه ولا تجب امرأ في قوله حتى تعلم ما قال لك يا صاحب العلم لا تغتر بالله ولا تغتر بالناس فإن الغرة بالله ترك أمره والغرة بالناس اتباع هواهم واحذر من الله ما حذرك من نفسه واحذر من الناس فتنتهم يا صاحب العلم انه لا يكمل ضوء النهار الا بالشمس كذلك لا تكمل الحكمة الا بطاعة الله يا صاحب العلم انه لا يصلح الزرع الا بالماء والتراب كذلك لا يصلح الإيمان الا بالعلم والعمل يا صاحب العلم كل مسافر متزود وسيجد إذا احتاج إلى زاده ما تزود وكذلك سيجد كل عامل إذا احتاج إلى عمله في الآخرة ما عمل في الدنيا يا صاحب العلم إذا أراد الله ان يحضك على عبادته فاعلم انه إنما أراد ان يبين لك كرامتك عليه فلا تحولن إلى غيره فترجع من كرامته إلى هوانه يا صاحب العلم انك ان تنقل الحجارة والحديد أهون عليك من ان تحدث من لا يقبل حديثك ومثل الذي يحدث من لا يقبل حديثه كمثل الذي ينادي الميت ويضع المائدة لأهل القبور
باب في رسالة عباد بن عباد الخواص الشامي
[ 649 ] أخبرنا عبد الملك بن سليمان أبو عبد الرحمن الأنطاكي عن عباد بن عباد الخواص الشامي أبو عتبة قال أما بعد اعقلوا والعقل نعمة فرب ذي عقل قد شغل قلبه بالتعمق فيما هو عليه ضرر عن الانتفاع بما يحتاج إليه حتى صار عن ذلك ساهيا ومن فضل عقل المرء ترك النظر فيما لأنظر فيه حتى يكون فضل عقله وبالا عليه في ترك مناقشة من هو دونه في الأعمال الصالحة أو رجل شغل قلبه ببدعة قلد فيها دينه رجالا دون أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أو اكتفى برأيه فيما لا يرى الهدى الا فيها ولا يرى الضلالة الا تركها بزعم انه أخذها من القرآن وهو يدعوا إلى فراق القرآن أفما كان للقرآن حملة قبله وقبل أصحابه يعملون بمحكمه ويؤمنون بمتشابهه وكانوا منه على منار أوضح الطريق وكان القرآن إمام رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إماما لأصحابه وكان أصحابه أئمة لمن بعدهم رجال معروفون منسوبون في البلدان متفقون في الرد على أصحاب الأهواء مع ما كان بينهم من